المواجهة مع رسول الله - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٤٣٥
تضعه موضع التنفيذ، التحالف يدرك ذلك جيدا، لذلك استغل قادة سماحة الإسلام وحريته ليبنوا رويدا رويدا قاعدة شعبية تتبنى موقفا معارضا لحكم الله ورسوله، ولتوجه الجماعة المؤمنة الصادقة، وظلت الجماعة المؤمنة مجرد مجموعة كبيرة من الأفراد ينقصها التنظيم، ووحدة الموقف، ووحدة الحركة، والقدرة على تحقيق ذلك بأي لحظة.
كان رسول الله هو نظام الجماعة المؤمنة الصادقة، أو خيط سبحتها فلما مات رسول الله انقطع خيط السبحة، وانفرط العقد، وفقدت كل حبة من حبات السبحة ارتباطها مع الحبات الأخرى بينما كان التحالف على العكس من ذلك، كونوا قيادتهم والرسول على قيد الحياة، وحددوا أهدافهم، وجمعوا أنفسهم، صفا واحدا حتى بمواجهة النبي نفسه، قال الرسول في بيته أريد أن أكتب للأمة كتابا فتصدى له عمر وقال لا حاجة لنا بكتابك فأنت تهجر، والقرآن يكفينا وعلى الفور ردد حزب عمر القول ما قال عمر إن الرسول يهجر،!!! ماذا فعل الذين آمنوا!!! لقد صفقوا فيما بعد لعمر وأطاعوه،!!!
لماذا لم ينظم الرسول الفئة المؤمنة لمواجهة عصر ما بعد النبوة،؟ يتعذر على النبي عمليا أن يفعل ذلك؟ أعلن يوما أنه سيذهب لأداء العمرة فخرج معه 1500 رجل يظهرون الشهادتين، وعسكر بهم في الحديبية وكان من جملة أصحابه رأس النفاق وزعيمه عبد الله بن أبي!!!
طلب النبي من أصحابه أن يبايعونه على الموت فتقدم المؤمنون والمنافقون فبايعوا الرسول على ذلك وبايع معهم عبد الله بن أبي،!! عرضت قيادة البطون على ابن أبي أن يطوف بالكعبة فرفض قائلا لن أطوف وقد منعتم رسول الله قل بربك كيف يمكن للنبي أن يقول للصادقين إنني أدعوكم إلى اجتماع خاص
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»