الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٧
مقدمة المؤلف:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه المتقين.
أما بعد، إن الاختلاف ليس شيئا بدعا وكما أنه ليس رحمة، وقلما وجدت جماعة أو فرقة أو شعب أو حضارة لم يدب إليها الاختلاف فيقطع أوصالها ويفرق جمعها، بل لا نعلم جماعة اتسقت أمورها وانتظمت وحدتها واستمر حالها على ذلك، وقد ورد في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من آله النهي عن الاختلاف والفرقة (1)، إذ ما اختلفت جماعة إلا وكان بعضها متبعا للهوى، فالهوى هو السبب الرئيسي إن لم نقل الوحيد للاختلاف، وهكذا كان شأن هذه الأمة الإسلامية التي تعبد ربا واحدا وتؤمن بكتاب واحد وبنبي واحد، حيث دب الاختلاف فيها فتقطعت طرائق قددا وأحزابا شتى وتقطعت تلكم الأحزاب إلى أخرى وهكذا حتى اختلط الحابل بالنابل وكل يدعي أنه على الصراط السوي، والأتعس من ذلك من يدعي أن غيره على باطل محض.
ولسنا الآن بصدد البحث في هذه الاختلافات وأسبابها ومن يقف وراءها

(1) أنظر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نهج البلاغة حيث يقول:
" الخلاف يهدم الرأي " ص 646، الكلمات القصار.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست