الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ٥٣
عثمان وشتمه ونفاه إلى صحراء الربذة حتى مات هناك، فصدق فيه قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): " تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك " (1).
بل إن هذا الصحابي الجليل القدر لم يجد حين حضرته الوفاة كفنا يكفن فيه، في حين كان مروان بن الحكم وغيره من بني أمية المجرمين يتنعمون ويبذرون مال الله على شهواتهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
سهل بن سعد الساعدي:
صحابي من الصحابة، وقد قال ابن الأثير في ترجمته "... وعاش وطال عمره، حتى أدرك الحجاج بن يوسف وامتحن معه، أرسل الحجاج سنة أربع وسبعين إلى سهل بن سعد (رضي الله عنه) وقال له: ما منعك من نصر أمير المؤمنين عثمان؟! قال: قد فعلته. قال: كذبت، ثم أمر به فختم في عنقه، وختم أيضا في عنق أنس بن مالك (رضي الله عنه)، حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه، وختم في يد جابر بن عبد الله، يريد (أي الحجاج) إذلالهم بذلك، وأن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم " (2).
وكما ترى فإن الحجاج ومن قبله معاوية ويزيد لم يدعوا حرمة للصحابة بل ختموا على رقابهم وأيديهم كالأغنام، وقد ختم يزيد على رقاب أهل المدينة بعد أن غزاها وكان فيها من الصحابة والتابعين الكثير وشرط عليهم

(١) الحديث عن عبد الله بن مسعود وقد قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر في غزوة تبوك، الطبقات الكبرى لابن سعد ٤: ١٧٣.
(٢) أسد الغابة ٢: ٤٧٢، ترجمة سهل بن سعد الساعدي.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 51 52 53 54 55 56 57 59 ... » »»
الفهرست