الصحابة في حجمهم الحقيقي - الهاشمي بن علي - الصفحة ١١
يمكن أن يكونوا كلهم عدولا.
ومما واجهني به صديقي هذا من الحجج حديث الثقلين الذي يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض " (١) وقد كفانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤونة إمامة الأمة السياسية والعلمية بالأئمة من أهل بيته.
وخضنا نقاشات عديدة حول تنزيه الله تعالى عن الرؤية والحركة والانتقال وتنزيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الذنوب والكبائر والخطأ والنسيان.
وهكذا رأيت أن عائشة وحفصة نزلت فيهما سورة كاملة تهددهما بالطلاق وبعذاب النار... ورأيت أن كل بناء السنة العقائدي متهاو بل هو من صنع وبناء حكام بني أمية أعداء الله ورسوله وبني العباس ومن بعدهم من الظالمين إلى اليوم.
ورأيت أن الشيعة مذهب صاف عقلاني ملئ بالحجج الدامغة من القرآن الكريم والسنة المحمدية ولا مجال للخرافات والتحريفات والأكاذيب فيه، وهكذا إذ بينما كنت أنسب إلى الشيعة كل قبيح، استفقت على أن مذهبهم حق، ولهذا كثرت حوله الأباطيل والدعايات الباطلة التي لم يرم بها حتى دين اليهود والمجوس.
وعرفت حينها معنى قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة...﴾ (2).

(١) سنن الترمذي: ج ٥ فضائل أمير المؤمنين.
(٢) سورة الحجرات: ٦.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 15 16 17 ... » »»
الفهرست