رأي التابعين في الصحابة:
في الواقع إن الباحث الفطن يكتشف أن مسألة عدالة الصحابة أجمعين أو فقل: إن لغز عدالة الصحابة جميعا هي مسألة محبوكة وموضوعة لكي تقف حجر عثرة أمام الوصول إلى الحقيقة، ولا يوجد أدنى شك في أنها خطة أموية أسسها معاوية بن أبي سفيان حتى لا يفتضح هو وأمثاله من أرثاء وأخساء الصحابة وحتى لا تصل الأمة بعد ذلك إلى فهم القرآن الكريم وآياته - والتي تتضمن طعنا بكثير من الصحابة كما أشرنا - وبالتالي عدم فهم السنة الشريفة، وبعبارة أخرى فقل: أراد معاوية الذي أسلم يوم فتح مكة ثم صار فيما بعد أميرا للمؤمنين، أراد أن لا يستغرب أحد من الأمة هذه القفزة النوعية ولا تثار الشكوك حولها، وبعبارة أدق قام معاوية بعملية خلط الأوراق حتى لا يميز المسلم يمينه من يساره ولا ناقته من جمله.
وبعد هذا الاستعراض القصير جدا لما شجر بين الصحابة من السب والتنابز، نأتي إلى طبقة التابعين لنرى رأي بعضهم في الصحابة.
لو كان كل الصحابة عدولا كما يقال، فما كان هذا الأمر ليخفى على أحد مشاهير وأعلام التابعين، وهو الحسن البصري الفقيه البصري المعروف والذي أبدى رأيه في معاوية - الصحابي - صراحة حيث يقول:
" أربع خصال كن في معاوية ولو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: