الخلافة المغتصبة - إدريس الحسيني المغربي - الصفحة ١١
أكشف عن وجه الحقيقة والوحدة هي أن أساهم في تعزيز الباطل، فنعم الفتنة هي ونعم الفرقة كانت!.
هناك دائما دواعي تدفع الإنسان إلى مثل هذه المشاريع. هو هذا الجهل العريض والأمية المنتشرة في أرجاء الوطن الإسلامي، هذا الجهل وتلك الأمية لهما رابطة بمجمل المباني المذهبية عند المسلمين، فأصول الفقه وقواعده يتغذى بمنهجية الفقهاء كما تحددها ملكاتهم ومبانيهم، وهذه الملكات وتلك المباني تقوم على علم الحديث، وهذا الأخير يقوم على السند في اتصاله وعدالة رجاله، وهنا تكمن الثغرة الخطيرة أي في عدالة الراوي التي تقوم على المزاج السياسي والإيديولوجي، المزاج الذي لا يمكن فهم حقيقته إلا بإرجاعه إلى سياقه التاريخي، لماذا يتحول أبو هريرة الدوسي الذي رفض عمر بن الخطاب نفسه رواياته، ونعته الإمام علي (ع) بالكذب على رسول الله (ص) إلى رجل صادق الرواية موثق عند أهل السنة والجماعة. أليس هو ذات المزاج السياسي والإيديولوجي لأن أبا هريرة كذب على الرسول (ص) لدعم بني أمية لقاء حطام الدنيا، وماذا كان سيعطيه علي (ع) فيما لو ظل عمره كله يمدحه. وهل إن أبا هريرة الدوسي هذا الذي جمع في ذاكرته مالذ وطاب من مرويات، كيف لا يدعوه ما حفظه من رسول الله (ص) إلى نصرة الحق الذي قاتل من أجله علي (ع) أولا أقل أن لا يروم معسكر معاوية لينصره بأكاذيبه المفضوحة، وإن الذي بشهادته ذاته إنه صاحب الرسول (ص) لإشباع بطنه، كيف لا يصاحب معاوية بعد أن ضمن له وفرة الدنيا بعد أن لم يحلم بها في حياته، علما أن صحبة معاوية لا تقتضي منه سوى مزيدا من الكذب والتجديف.
إن الجهل المطبق، والأمية المنتشرة تجعل من الضروري أن تنهض الأصوات المسؤولة بالدعوة إلى ما يلم شعث الإسلام الحق ويرأب صدعه ويعيد حبك نسيجه المنفوش.
في مناقشاتي الكثيرة مع العامة، كنت أضع هدفا من احتجاجاتي. أن تعالوا جميعا للتباحث الموضوعي الهادف إلى تصحيح ما ينوء به الصرح الإسلامي من متعلقات الماضي، لنجعل من مواد دراساتنا، مادة تعني بالفقه المقارن تكون أساسا للتعريف بمختلف المذاهب الإسلامية، والأسس التي تقوم عليها وتاريخية
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 7
2 مدخل 17
3 حركة النفاق في المجتمع الاسلامي 17
4 التدابير النبوية في تركيز الإمامة 26
5 نتيجة المدخل 35
6 النفاق والنهاية المفتعلة 43
7 الباب الأول الخلفاء الراشدون حبكة مفتعلة! الفصل الأول: الاصطلاح والمفهوم 53
8 أهل البيت والأعلمية 69
9 الخلفاء ما داموا مارسوا الخلافة 80
10 السقيفة والمعارضة 84
11 الخلفاء ما داموا صحابة 89
12 الفصل الثاني: الخلفاء والواقع التاريخي موقف الإمام علي (ع) مثالا 95
13 الباب الثاني أزمة تاريخ أم أزمة مؤرخين؟ نموذج ابن خلدون التاريخ لماذا؟ 113
14 لماذا ابن خلدون؟ 117
15 ابن خلدون ووفاة الرسول (ص) وبدء الخلافة! 122
16 في مسألة تجهيز جيش أسامة 124
17 فتح باب أبي بكر، وذكر الخلة! 131
18 صلاة أبي بكر 135
19 خبر السقيفة 143
20 سعد الخزرجي وأساطير الجن 148
21 خلافة عمر 153
22 عثمان والفتنة 160
23 ابن خلدون ومعاوية بن أبي سفيان! 180
24 كربلاء.. نموذجا آخر 185
25 شبهات ابن خلدون والرد عليها 196
26 الباب الثالث عبقريات في الميزان أوهام مقدسة 209
27 العبقرية 211
28 الذاكرة أساس الشخصية 214
29 الخليفة الثاني عمر بن الخطاب 224
30 عثمان بن عفان 230
31 غاية الكلام في الثالثة 233
32 خاتمة 235