أقول لقد قال على لسان أشعيا أتنسى الام طفل رحمها ولكن أقول لك أن هي نسيت فاني لا أنساك إذا قولوا لي من يخاف الشيطان إذا كانت الملائكة حراسه والله الحي حاميه ومع ذلك فمن الضروري كما يقول النبي سليمان أن تستعد أنت يا بني الذي صرت تخاف الله للتجارب الحق أقول لكم أنه على الانسان أن يجتذى مثال الصيرفي الذي يتحرى النقود ممتحنا أفكاره لكيلا يخطئ إلى خالقه الفصل الرابع والسبعون كان ولا يزال في العالم قوم لا يبالون بالخطيئة وانما هم لعلى أعظم ضلال قولوا لي كيف أخطأ الشيطان أنه أخطأ لمجرد الفكر بأنه أعظم شأنا من الانسان وأخطأ سليمان لأنه فكر في أن يدعو كل خلائق الله لوليمة فأصلحت خطأه سمكة إذا أكلت كل ما كان قد هيأه لذلك لم يكن بلا باعث ما يقول داود أبونا استعلاء الانسان في نفسه يهبط به في وادي الدموع لذلك ينادي الله على لسان أشعيا نبيه قائلا ابعدوا أفكاركم الشريرة عن عيني ولأي غاية يرمي سليمان إذ يقول احفظ قلبك كل الحفظ لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته يقال كل شيء في الافكار الشريرة التي تكون باعثا على ارتكاب الخطيئة لأنه لا يمكن ارتكاب الخطيئة بدون فكر الا قولوا لي متى غرس الزارع الكرم الا يزرع النبات على عمق غائر بلى وهكذا يفعل الشيطان الذي إذا زرع الخطيئة لا يقف عند العين أو الاذن بل
(١٣٣)