نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ١٣٧
تعلم قولوا لي إذا كان أحد جالسا على المائدة ورأى بعينيه طعاما شهيا ولكنه اختار بيديه أشياء قذرة فأكلها الا يكون مجنونا فقال التلاميذ بلى البتة حينئذ قال يسوع انك لأنت أشد جنونا من كل المجانين أيها الانسان الذي تعرف السماء بادراكك وتختار الأرض بيديك الذي تعرف الله بادراكك وتشتهي العالم بهواك الذي تعرف ملذات الجنة بادراكك وتختار بأعمالك شقاء الجحيم انك لجندي باسل يا من تنبذ الحسام وتحمل الغمد لتحارب الا تعلمون ان من يسير في الظلام يشتهي النور الا ليراه فقط بل ليرى الصراط المستقيم فيسير آمنا إلى الفندق ما أشقاك أيها العالم الذي يجب أن يحتقر ويمقت ألف مرة لأن الهنا أراد دائما أن يمنحه معرفة الصراط بواسطة أنبيائه الأطهار ليسير إلى وطنه وراحته ولكنك أيها الشرير لم تمتنع عن الذهاب فقط بل فعلت ما هو شر من ذلك احتقرت النور لقد صح مثل الجمل انه لا يرغب أن يشرب من الماء الصافي لأنه لا يريد أن ينظر وجهه القبيح هكذا يفعل الغير صالح الذي يفعل الشر لأنه يكره النور لئلا تعرف أعماله أما ومن يؤتى حكمة ولا يكتفى بأن لا يفعل حسنا بل يفعل شرا من ذلك بأن يستخدمها للشر فإنما يشبه من يستعمل الهبات أدوات لقتل الواهب الفصل الثامن والسبعون الحق أقول لكم إن الله لم يشفق على سقوط الشيطان ومع ذلك فقد اشفق على سقوط آدم وكفاكم أن تعرفوا سوء حال من يعرف الخير ويفعل الشر فقال حينئذ أندراوس يا معلم يحسن أن ينبذ العلم خوفا من السقوط في مثل هذه الحال أجاب يسوع إذا كان العالم حسنا بدون الشمس والانسان بدون عينين والنفس بدون ادراك يكون عدم المعرفة إذا حسنا الحق أقول لكم ان الخبز لا يفيد الحياة الزمنية كما يفيد العلم الحياة الأبدية الا تعلمون أن الله امر بالعلم لأنه هكذا يقول الله أسال شيوخك يعلموك ويقول
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»