فأجاب لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثا حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها فكما أن جسد كل انسان من جسد أدم وجب عليه أن يراعي كل عهد أقسم آدم ليقومن به وحافظ آدم على فعل ذلك في أولاده فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل الا انه لم يكن في زمن إبراهيم سوى النزر القليل من المختونين على الأرض لأن عبادة الأوثان تكاثرت على الأرض وعليه فقد أخبر الله إبراهيم بحقيقة الختان وأثبت هذا العهد قائلا النفس التي لا تختن جسدها إياها ابدد من بين شعبي إلى الأبد فارتجف التلاميذ خوفا من كلمات يسوع لأنه تكلم باحتدام الروح ثم قال يسوع دعوا الخوف للذي لم يقطع غرلته لأنه محروم من الفردوس وإذ قال هذا تكلم يسوع أيضا قائلا ان الروح في كثيرين نشيط في خدمة الله أما الجسد فضعيف فيجب على من يخاف الله أن يتأمل ما هو الجسد وأين كان أصله وأين مصيره من طين الأرض خلق الله الجسد (ت) 21 وفيه نفخ نسمة الحياة بنفخة فيه فمتى اعترض الجسد خدمة الله يجب أن يمتهن ويداس كالطين لأن من يبغض نفسه في هذا العالم يجدها في الحياة الأبدية أما ماهية الجسد الآن فواضح من رغائبه انه العدو الألد لكل صلاح فإنه وحده يتوق إلى الخطيئة أيجب إذا على الانسان مرضاة لأحد أعدائه أن يترك مرضاة الله خالقه تأملوا هذا أن كل القديسين والأنبياء كانوا أعداء جسدهم لخدمة الله لذلك جروا بطيب خاطر إلى حتفهم لكي لا يتعدوا شريعة الله المعطاة لموسى عبده ويخدموا الاله الباطلة الكاذبة اذكروا إيليا الذي هرب جائبا قفار الجبال مقتاتا بالعشب ومرتديا جلد المعز واواه كم من يوم لم يأكل أواه ما أشد البرد الذي احتمله أواه كم
(٦٦)