قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٤
(أفسس 6: 21) والتشابه في اللغة والأفكار بين الرسالتين يظهر أنهما كتبا في نفس الوقت، قارن مثلا (أفسس 1: 1 و 2) مع كو 1: 1 و 2 وأفسس 1:
3 و 20 و 2: 6 و 3: 10 و 6: 12 مع كو 1: 5 و 3: 1 - 3 وأفسس 1: 6 و 7 مع كو 1: 13 و 14 وأفسس 1: 9 و 3: 9 و 6: 19 مع كو 1:
26 و 2: 2 و 4: 3 وأفسس 1: 10 مع كو 1:
20 و 25 وأفسس 1: 11 مع كو 1: 12 وأفسس 1: 17 مع كو 1: 10 وأفسس 1: 19 و 20 مع كو 2: 12 وأفسس 1: 20 مع كو 3: 1 وأفسس 1: 22 مع كو 1: 18 أفسس 1: 23 مع كو 2:
9 وأفسس 4: 22 - 24 مع كو 3: 8 - 10 وأفسس 4: 32 مع كو 3: 13).
هذه أمثلة قليلة من كثيرة مما يدل على مقدار التشابه بين الرسالتين. ومن الواضح أن الرسالتين هما من قلم الرسول الواحد في ظروف واحدة. ويظهر أن الرسالة إلى أهل أفسس كتبت بعد الرسالة إلى أهل كولوسي بوقت قصير إذ إننا نجد توسعا في الفكر في الرسالة إلى أهل أفسس على ما هو عليه في الرسالة إلى أهل كولوسي.
وموضوع الرسالة إلى أهل كولوسي هو " تقدم شخص المسيح وعمله " فهو الأول في كل شئ وعمله أول الأعمال. أما موضوع الرسالة إلى أهل أفسس فهو تأسيس الكنيسة التي هي مجموع المفديين. ويمكن أن يقال أن الرسالة إلى أهل أفسس توجز كل تعاليم الرسول السابقة ليبين أن قصد الله في إرسال ابنه هو فداء شعب مختار لله، الفداء الذي يظهر للعالم غنى نعمة الله. لذا فتفترض الرسالة أن الخلاص هو بالإيمان، كما وتظهر عمل يسوع في الفداء الذي أكمله وفتح الباب على مصراعيه لإقبال الأمم إلى النعمة التي في المسيح يسوع.
محتويات الرسالة:
(1) الجانب الإلهي في تاريخ الكنيسة ص 1.
فقد بدأت الكنيسة في قصد الله الأزلي (عدد 3 - 6) ونفذت بواسطة عمل المسيح (عدد 7 - 12) وتثبت بواسطة ختم الروح (عدد 13 و 14) ويصلي الرسول بولس كي يدركوا رجاء دعوة المسيح التي أول ثمارها هو والمخلص المقام في المجد والذي هو أيضا عربون هذا الرجاء وضمانه (عدد 15 - 23).
(2) الجانب البشري في تاريخ الكنيسة ص 2 وهو يعلمنا أن المختارين قد أنقذوا من الخطية والدينونة بالنعمة المجانية التي لا يستحقونها (عدد 1 - 10) أنهم مرتبطون ومتحدون معا سواء أكانوا يهودا أم أمما في المسيح الواحد، ومتحدون ليكونوا هيكلا واحدا مقدسا للرب (عدد 11 - 22).
(3) مركز الرسول كخادم هذا السر الإلهي في الكنيسة (ص 3 عدد 1 - 13) وهو يصلي لأجلهم كي يقدروا ما أعده الله لهم ويتمتعوا به (ص 3 عدد 14 - 21).
(4) حث على السلوك كما يليق بهذه الدعوة العليا في كل علاقتهم في الحياة الحاضرة ص 4 - 6.
وقبلما كتب الرسول الرسالة إلى أهل أفسس كان قد شاهد قيام الجماعة الروحية الجديدة في العالم، وهي مكونة من أشخاص من أجناس مختلفة. لقد كان يعلم أن هذه الجماعة، أي الكنيسة، هي جسد المسيح وكثيرا ما حث على التناسب والتناسق والتوافق بين أعضاء هذا الجسد الواحد (رومية 12: 4 - 8 و 1 كو 12: 12 - 30 وكو 1: 18 و 2: 19) وهو إذ يكتب الآن إلى كنائس مقاطعة آسيا، وكان أعضاؤها من أجناس ونخل متباينة مختلفة، وكانت تسود بينهم نظريات وآراء ترمي إلى الحط من مكانة المسيح، ولذا فقد كان من الطبيعي أن يبرز الرسول
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»