قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٩٠٤
مكانة آمون ارتفعت كثيرا في الدولة الحديثة بحيث أصبح سيد الآلهة امتزج برع أما عبادة الإله الواحد " أتون " التي ابتدعها أخناتون فلم يقدر لها إلا أن تبقى أمدا قصيرا. وأهم أساطير مصر القديمة هي أسطورة أوزيريس. وتقول الأسطورة أن أخاه " ست " قتله وعثرت إيزيس على جسده فحنطته ثم قام من بين الأموات وأصبح إله العالم السفلي وحملت إيزيس بهورس من أوزيريس بعد موته. وقد كانت عبادة سرابيس مزجا بين عبادة أوزيريس وأبيس وبعض العناصر اليونانية. وقد أدخلت هذه العبادة على العبادات المصرية القديمة في عصر البطالسة.
وهناك بعض التشابه بين ديانة المصريين القدماء وديانة الكتاب المقدس ولكن يجب أن لا يغيب عن البال أن هناك مفارقات وتناقضا شديدا بين الديانتين.
(1) فالختان الذي مارسه المصريون القدماء من أقدم العصور. كان أول من مارسه من رجال الكتاب المقدس إبراهيم وقد مارسه بناء على أمر إلهي فختن أولا ابنه إسماعيل الذي ولدته له أمته المصرية هاجر (تك 16: 3 و 17: 23).
(2) وقد ورد ذكر التحنيط لمدة أربعين يوما (تك 50: 3) ووضع الميت في تابوت (تك 50:
26) ويتفق هذان العملان مع ما كان يعمله المصريون القدماء ويمارسونه.
(3) كان أحد الأغراض التي قصدها الرب من الضربات التي أوقعها على آل فرعون أن يظهر سمو الإله الواحد الرب الذي في السماء على آلهة المصريين الكثيرة (خر 9: 14).
(4) إنه من الصعب جدا أن يثبت أحد أن هناك علاقة مباشرة بين عبادة إله واحد هو أتون وبين عبادة الإله الواحد الرب. فإن عبادة الرب تمتاز بمطالبها الخلقية الكثيرة وبانعدام وجود الأصنام والتماثيل فيها - فلم تكن عبادة قرص الشمس بل كانت التعبد لرب الشمس وخالقها.
(5) رأى بعض الآباء المسيحيين الأولين أن في ديانة أوزيريس تمهيد الطريق وإعدادها لمجئ الإنجيل.
إلا أن القصة المصرية القديمة قصة الإله الذي مات وقام أسطورة وخرافة أما سجل حياة يسوع المسيح وموته وقيامته كما ورد في الإنجيل فهو سجل تاريخي حقيقي وواقعي. وكذلك نجد في أسطورة الثلاثي المتعدد الآلهة من أوزيريس وإيزيس وهورس اختلافا جوهريا قويا بينه وبين عبادة الإله الواحد الثالوث الأقدس.
7 - مخطوطات كتابية صدرت عن مصر: قبل أن اكتشفت لفائف وادي قمران كانت أقدم المخطوطات العبرية للعهد القديم تلك التي اكتشفت في مصر من أمثال بردي ناش وجزازات الجنيزة من مجمع بن عزرا في مصر القديمة ونسخة لنينجراد التي استخدمها العالم " كيتل " أساسا للنص العبري المشهور الذي ينسب إليه. ومن ضمن المخطوطات الكتابية التي جاءت من مصر ما يأتي:
بردي شيدي ويشمل نبوات حزقيال ومن المرجح جدا أن النسختان العظيمتان النسخة الفاتيكانية والسينائية نسختا في مصر. وهناك جزازة من إنجيل يوحنا من ضمن بردي جون ريلندز يرجع تاريخها إلى حوالي عام 125 الميلادي. وهناك أيضا بردي أو كسرنخس وبردي تشستربيتي وبردي بودمر المكتشف حديثا والذي يشمل إنجيل يوحنا وإنجيل لوقا والرسائل الجامعة. كل هذه
(٩٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 899 900 901 902 903 904 905 906 907 908 909 ... » »»