الأكبر مصر. وفي أثناء حكم الأسرة الحادية والعشرين (1085 - 945) كانت العاصمة هي تانيس وكان فرعون الذي آوى هدد الأدومي (1 ملوك 11: 18) أمنوبي أو سيمون في الأسرة الحادية والعشرين.
وكان فرعون الذي أعطى ابنته زوجة لسليمان (1 ملوك 3: 1) هو سيمون أو بسوسنس الثاني من هذه الأسرة نفسها. وقد اكتشفت مقبرة بسوسنس والتابوت الفضي الذي دفن فيه بالقرب من تانيس.
أما فراعنة الأسرة الثانية والعشرين فقد كانوا من أصل ليبي وكانت عاصمتهم بوبسطس (تل بسطا) فقد لجأ يربعام ابن نباط إلى شيشق ملك مصر (1 ملوك 11: 40) وقد تمرد يربعام على سليمان فآواه شيشق الذي حكم حوالي 945 - 924 وهو أول ملوك هذه الأسرة. ثم إن شيشق غزا أورشليم فيما بعد وأخذ منها الكنوز في أثناء حكم رحبعام (1 ملو 14: 25 و 26 و 2 أخبار 12: 2 - 9) ويوجد نقش على الجزء الخارجي من الحائط الجنوبي لهيكل آمون في الكرنك يصور هذه الحملة التي قام بها شيشق ويذكر المدن التي غزاها. ويرجح أن زارح الكوشي الذي غزا يهوذا وهزمه آسا (2 أخبار 14: 9 - 15 و 16: 8) كان أحد قواد أوسركون الأول (924 - 895) وقد أقام الكوشيون في أثناء الأسرة الثانية والعشرين والثالثة والعشرين والرابعة والعشرين مملكة مستقلة لهم وكانت عاصمتهم مدينة نباتا وأخذوا يفتتحون طريقا لهم إلى مصر. ولذا فإن سوا الذي أرسل إليه هوشع سفارات (2 ملو 17: 4) ربما كان أوسركون الرابع (727 - 716 ق. م.) في الأسرة الثالثة والعشرين أو وزيرا من وزراء مصر أو سايس عاصمة الدلتا في ذلك الحين.
ثم تمكن الكوشيون من التغلب على كل البلاد وأسسوا الأسرة الخامسة والعشرين (712 - 663 ق. م.) وكانت أشور في ذلك الحين هي الدولة القوية والتي تزداد قوة في الشرق الأوسط القديم. وقد حذر الأشوريون الذين كانوا يحاصرون أورشليم الملك حزقيا ضد الاعتماد على ترهاقة (2 ملوك 19: 8 - 13).
واسمه في اللغة المصرية تهارقة أو يرجح أنه كان حينئذ قائد جيش ثم أصبح فيما بعد أحد فراعنة الأسرة الخامسة والعشرين أو الأسرة الكوشية وقد هزم الأشوريون ترهاقة عدة مرات ثم استولوا في النهاية على طيبة في سنة 663 ق. م (ناحوم 3: 8 - 10) وفي الأسرة السادسة والعشرين (663 - 525 ق. م.) كانت العاصمة سايس وقد انتعشت قوة مصر وقد نشطت في إحياء الفن والأدب القديمين وقد زحف نخو الثاني (610 - 595 ق. م.) في فلسطين محاولا إغاثة أشور ضد مملكة بابل الناشئة، فاعترض هوشيا ملك يهوذا طريقه في مجدو فهزم يوشيا وقتل (2 ملو 23: 29 - 30) وخلع نخو فرعون مصر يهواحاز خليفة يوشيا وأقام بدلا عنه يهوياقيم على عرش يهوذا وفرض عليه الجزية (2 ملو 23: 33 - 35).
وقد وجد في سقارة في عام 1942 مكتوب أرامي مرسل من أحد ملوك المدن في فلسطين إلى نخو ويذكر له فيه تقدم البابليين في جنوب فلسطين وقد ورد وصف هذا التقدم في 1 ملوك 24: 1 - 17 و 2 أخبار 36: 6 - 1 -. وقد جاء فرعون هفرع الذي يدعوه اليونان أبريس (589 - 570 ق. م.) إلى معونة صدقيا الذي كان يحاصره البابليون في أورشليم (حز 17: 11 - 21 وار 37: 5). وقد رفع نبوخذنصر الحصار إلى حين حتى يرد هفرع (ار 37: 7 و 11). وفي النهاية قتل هفرع، قتله شريكه في الحكم أحمس الثاني وفقا لنبوة