قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٢٣
كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور التي تمت بيننا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء، شهود عيان وخداما للكلمة، رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شئ من الأول بتدقيق أن أكتبها لك بالترتيب... (لوقا 1: 1 - 3) مما يشير بوضوح إلى أنه استقى بإرشاد الروح القدس ما سطرته يده من ثقاة وشهود عيان ولأنه قضى وقتا طويلا في فلسطين أثناء سجن الرسول بولس اعتقد الكثيرون بأنه على الأرجح استقى كثيرا مما كتبه وبخاصة عن ولادة يسوع وزيارته للهيكل في سن الثانية عشرة من العذراء مريم نفسها. ويعتقد البعض أنه ربما كان من بين " الكثيرين الذين أخذوا بتأليف قصة " كاتبا بشارة مرقس ومتى وتظهر لنا شخصية الكاتب بوضوح إذا تأملنا محتويات هذه البشارة وكذلك محتويات سفر أعمال الرسل، ومنها ندرك أنه كان وديعا متواضعا وقد جعله تواضعه أن يخفي نفسه وأن يسلط الأضواء كلها على المواضيع التي يتناولها بالكتابة.
ويظهر من أسلوب كتابته وكذلك من محتويات البشارة وسفر الأعمال أن لوقا كان يونانيا عالي الثقافة.
ويقر العلماء والثقاة اليوم بصفاته الممتازة كمؤرخ ثقة يعتمد كل الاعتماد على ما يكتب ويؤرخ.
ويستدل مما ذكره الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي (كو 4: 14) على أن لوقا " هو الطبيب المحبوب " الذي يرافقه وكذلك يذكره الرسول في رسالته إلى فليمون (فلي 24) كأحد العاملين معه. أما إنه كان طبيبا ممتازا فيظهر ذلك من محتويات البشارة وسفر أعمال الرسل وكذلك من العبارات الخاصة التي يستعملها في وصف حالات المرض في كتاباته (قابل لو 4: 38 مع متى 8 : 14 أو مر 1: 30، وكذلك لوقا 8: 43 مع مر 5 : 26).
كاتب البشارة وتاريخ كتابتها: سبق لنا أن ذكرنا أن لمعرفة الكثير عن لوقا البشير علينا أن نرجع إلى البشارة نفسها وإلى سفر الأعمال. وبالنظر إلى أن سفر الأعمال قد كتب بعد كتابة البشارة بوقت قصير (أنظر أعمال 1: 1 - 3) فإن تاريخ كتابة بشارة لوقا يتوقف إلى حد كبير على تعيين تاريخ كتابة سفر الأعمال وبما أنه مرجح أن سفر الأعمال قد كتب حوالي سنة 62 أو 63 ميلادية لذا فكل الدلائل التي لدينا تشير إلى أن هذه البشارة كتبت حوالي عام 60 ميلادي.
محتويات البشارة: يمكن أن تقسم البشارة إلى ستة أقسام:
(1) مقدمة ص 1: 1 - 4 (2) السنوات الأولى من حياة يسوع ص 1: 5 - 2: 52.
(3) الاستعداد للخدمة ص 3: 1 - 4: 13.
(4) المناداة بالرسالة في الجليل ص 4: 14 - 9: 50.
(5) الارتحال إلى أورشليم ص 9: 51 - 19: 44 (6) الصلب والقيامة ص 19: 45 - 24: 53.
بعض الأشياء التي وردت في بشارة لوقا ولم ترد في متى أو مرقس:
يذكر دارسو الكتاب المقدس أنه قد وردت في بشارة لوقا بعض الحوادث التي لم تذكر في غيرها من البشائر. فهناك ما يقرب من نصف البشارة خاص بلوقا دون غيره من البشرين وتشمل هذه القصص الآتية:
1 - قصص خاصة بميلاد يسوع غير ما ذكر في متى أنظر لو ص 1: 5 - 2: 52.
(٨٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 818 819 820 821 822 823 824 825 826 827 828 ... » »»