قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٩٧
تذكر هذه الزيارة في سفر أعمال الرسل إلا أنها تستنتج من (1 كور 16: 6 و 7 و 2 كو 12: 14 و 13: 1). وربما كانت الزيارة الثالثة قد جرت أثناء بقائه ثلاث أشهر في هلاس (أي بلاد اليونان، اع 20: 2 و 3) في شتاء سنة 57 - 58 م. وهناك كتب الرسالة إلى أهل رومية (رو 16: 1 والخاتمة) ويشغل الآن موضع هذه المدينة الشهيرة قرية باليو كورنثوس المتواضعة. وقد كشف التنقيب في كورنثوس عن المكان الذي كان يجلس فيه غاليون الحاكم الروماني للقضاء في زمن بولس الرسول (اع 18: 12) وكذلك سوق اللحم أو الملحمة (1 كو 10: 25) ونقش في المجمع الذي نادى فيه بولس برسالة المسيح، ونقش لاراستس خازن المدينة وربما كان ونفس الشخص المذكور في رومية 16: 23.
كتب بولس الرسول رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس في أواخر الثلاث سنين التي سكن فيها في أفسس ويظهر أن تاريخ كتابتها كان ربيع سنة 57 م. (1 كو 16: 8 و 9 و 19 واع 19) وحملها إليهم على ما ذكر في حاشية بعض النساخ استفاناس وفرتوناتوس واخائكوس وتيموثاوس. أما الداعي لكتابتها فكان الخبر المخزن الذي اتصل ببولس عن الانشقاق بين عناصر الكنيسة اليهودية والأممية والذي انحاز فيه بعض الأعضاء إلى بولس والبعض إلى بطرس وغيرهم إلى أبولس وآخرون، حسب كلامهم، إلى المسيح (ص 1: 12). ومن أسباب ذلك الانقسام أن تلك الكنيسة تأسست بتبشير بولس مدة اقامته فيها (اع 18) ثم أتاها أبولس (اع 19: 1) فانحاز إليه البعض لسبب فصاحته. ثم أتى من أورشليم بعض الذين أرادوا أن يجعلوا كل المسيحيين فئة من اليهود وهؤلاء زعموا أن بولس لاحق له في إدخال تعاليم الحرية إلى الكنيسة منكرين عليه سلطته الرسولية وزاعمين أنه مغاير في تعليمه لبطرس الرسول (ص 1 - 4).
فبعد إصلاح هذه الأمور الخاطئة تابع بولس كتابته عن الزيجة (ص 5 - 7) ثم عن اللحم المذبوح للأوثان (ص 8 و 9) والعشاء الرباني (ص 10) وما يليق في عبادة الله (ص 11) ومواهب الروح القدس (ص 12 - 14) والقيامة (ص 15) والجمع لأجل القديسين، وأمور أخرى مختلفة (ص 16).
أما الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس فقد كتبها بولس من مقدونية (ص 7: 5 و 8: 1 و 9:
2) في سنة 57 م، بعد أشهر قليلة من كتابته رسالته الأولى. والسبب في كتابتها هو ما سمعه بولس من تيطس وربما من تيموثاوس أيضا عن تأثير رسالته الأولى. فمع أن نتيجة تلك الرسالة كانت جيدة عند أكثر أعضاء كنيسة كورنثوس فإن البعض كانوا ما يزالون ينكرون سلطة بولس الرسولية مما اضطره إلى المحاماة عن ذلك في صدر الرسالة (ص 1 - 7).
وبعد أن حث الأعضاء على السخاء لأجل فقراء كنيسة أورشليم (ص 8 و 9) عاد فحامى مرة ثانية عن رسوليته (ص 10 - 13).
وظن البعض من قراءتهم 1 كو 5: 9 و 11 أن بولس كتب لأهل كورنثوس رسالة أخرى قبل رسالته الأولى القانونية إلا أن تلك الرسالة لم تحفظ.
أما نفس الرسالتين إلى أهل كورنثوس فإنه يحث خاصته على خلوص المحبة وضد سوء تصرف أعضاء تلك الكنيسة الذي أوجب توبيخهم الشديد.
كوس: جزيرة في البحر الإيجي في خليج واقع بين كنيدس وهليكارناسوس والجزيرة نفسها واقعة بين ميليتس ورودس على بعد يوم سفر في البحر من الأخيرة وقد
(٧٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 792 793 794 795 796 797 798 799 800 801 802 ... » »»