قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٠٠
مساعدة فعالة وربما تأسست هذه الكنيسة بينما كان بولس يجاهد في أفسس (اع 19: 1 و 10). ولما التحق أبفراس ببولس (كو 1: 8) وأخبره بحالة الكنيسة في كولوسي، حرك تقريره هذا الرسول لكتابة رسالته هذه إليهم. وقد أرسلت الرسالة بيد تيخيكس (كو 4: 7 و 8) الذي حمل أيضا الرسالة إلى أهل أفسس (اف 6: 21) ربما كتبت هذه الرسالة في نفس الوقت أيضا وقد ذهب معه أنسيمس (كو 4: 9) الذي حمل أيضا معه الرسالة إلى فليمون الذي كان يسكن في كولوسي والذي كان أنسيمس عبدا سابقا له وقد هرب من عنده فلاقاه بولس وبشره فآمن بالرب يسوع المسيح وها هو يرجع الآن إلى سيده حاملا رسالة الرسول له. وقد ذكر في كو 4:
17 أرخبس الذي ذكر أيضا في فليمون 2 والذي ربما كان ابنا لفليمون. ونستنتج من التحيات الموجودة في كو 4: 10 - 17 أنه ولو كان بولس لم يعمل في كولوسي فقد قام أصدقاؤة بالتبشير هناك بدله، وأنه كان هو نفسه يعرف معرفة تامة بعض سكان كولوسي. وقد كان فليمون أحد الذين آمنوا على يده (فل 19) ربما في أفسس. ويظهر أن أبفراس خادم كنيسة كولوسي أتى إلى رومية لكي يستشير بولس من جهة الآراء اليهودية الشرقية التي كان يكرز بها في كولوسي بعض اليهود الأسينيين. وكان لا بد لهذه الآراء من أن تفسد بساطة إيمان أعضاء الكنيسة هناك وتنقص من كفاية المسيح وسيادته (ص 2: 8 - 23) قد دحض بولس هذه الآراء وأظهر الكنيسة كولوسي حقيقة أقنوم المسيح وكمال فدائه وحرضهم على أن يتحدوا مع ربهم في جميع ظروف الحياة وواجباتها.
وتقسم هذه الرسالة إلى أربعة أقسام طبيعية.
1 - المقدمة والشكر (ص 1: 1 - 8).
2 - القسم التعليمي (ص 1: 9 - 3: 4).
3 - تحريضات عملية (ص 3: 5 - 4: 6).
4 - التحيات الختامية (ص 4: 7 - 18).
والقسم التعليمي في هذه الرسالة على أعظم غاية من الأهمية. وفيه يبدأ الرسول بابتهال لأجل نموهم في المعرفة والقداسة من ثم يرتفع إلى وصف أفضلية المسيح وتفوقه وسموه في علاقته بالله والكون والكنيسة. ثم يوضح في الأصحاح الثاني أفضلية المسيح وتفوقه وسموه لدحض أخطاء المخطئين الذين يذيعون آراء خاطئة عن المسيح محققا للمؤمنين كفاية المسيح التامة لهم بما أن انتصر نهائيا ومرة واحدة على أعدائهم الروحيين.
والمطلب الوحيد لنوال الخلاص واختباره عمليا في الحياة هو الاتحاد بالمسيح بالإيمان ليس سواه ولا شئ غير هذا.
أما في القسم العملي فإنه يحث على الخلق الروحية الرفيعة ونظام اجتماعي سام كرد على ميول التنسك والزهد التي كانت سائدة حينئذ.
لهذا فإرساله على أعظم جانب من الأهمية من حيث اللاهوت المسيحي فعلاوة على معالجتها للتعليم عن الخلاص كما في الرسائل الأخرى فإنها توضح أفضلية شخص المسيح وتفوقه وسموه وتقدمه على كل من سواه وكذلك تظهر بوضوح كفاية عمله الفدائي.
كولونية. كلمة لاتينية معناها " مستعمرة " كما وردت في بعض الترجمات في اع 16: 12 مدينة أو مقاطعة كان بعض الرومانيين يؤسسونها في الأراضي المحتلة بأذن من مجلس الشيوخ الروماني. وكان هؤلاء الرومانيون يحتفظون بالجنسية الرومانية وكل حقوقها
(٨٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 795 796 797 798 799 800 801 802 803 804 805 ... » »»