قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٧٧
أنواع الكروم واتقان زرع منذ الأزمنة القديمة (تك 14: 18 وعد 13: 23 وقض 9: 27 و 21: 20 وامل 21: 1 ونش 1: 14 واش 16: 8 - 10 وار 31: 5 و 48: 32) وكذلك مصر ولبنان (تك 40: 9 - 11 ومز 78: 47 وهو 14: 7).
ونرى على كل تل في الجزء الجنوبي من فلسطين ولبنان برجا لنواطير الكروم. وتنبت في هذه الكروم أشهر أنواع العنب اللذيذ. وكثيرا ما تترك الجفنات على الأرض وإنما ترفع فروعها على المساميك حين الإثمار وقد تعرش على سقائل أو أشجار ولا سيما بقرب البيوت. ومنها قال الكتاب: " بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته " (ميخا 4: 4) للدلالة على الأمن ورغد العيشة (قابل زك 3: 10) وقد تتعرش الكرمة على جوانب البيت (مز 128:
3). وقد شبه بنو إسرائيل بالكرمة (مز 80: 8 - 16) والرب يسوع بأصل الكرمة وأتباعه بأغصانها (يوحنا 15: 1 - 8).
ويحاط الكرم بحائط أو سياج لوقايته من الوحوش ويبنى فيه برج للناطور (مت 21: 33 بالمقابلة مع عد 22: 24 ومز 80: 8 - 13 وأم 24: 31).
وكانت الكروم من أكرم أملاك العبرانيين فكان مسها بسوء يحسب بلية شديدة، ولذلك جاء في نبؤة إشعياء عن غزو الأشوريين للبلاد أن كل موضع فيه ألف جفنة بألف من الفضة تكون للشوك والحسك (اش 7: 23). وإذ أراد أيضا أن يشخص الحزن قال في موضع آخر: " ناح المسطار ذبلت الكرمة أن كل مسروري القلوب " (اش 24: 7). وكذلك لما أراد زكريا أن ينبئ بقدوم أيام الفرح قال:
" الكرم يعطي ثمره " (زك 8: 12 بالمقابلة مع حب 3: 17 ومل 3: 11).
ولا بد من تنقية الجفنة حتى تأتي بثمر كثير جيد ولا يخفى هذا الأمر على ذي الخبرة إذ أن من عادة الكرامين أن ينقلوا فروع السنة الأولى وأحيانا الثانية قبل أن يستغلوا شيئا من الكروم. وكان العبرانيون يتركون الكروم وسائر الأملاك ثلاث سنين غلفاء أي دون أن يجتنوا أثمارها (لا 19: 23). وفي بعض الأماكن تنقى الكروم أولا في بداءة الربيع وعند الإقعال أي ظهور الزهر، يقطعون الخراعيب التي ليس عليها زهر. وبعد أن تتكون العناقيد يقطعون الفروع التي استجدت بعد التنقية الأولى (يو 15: 2) وتفلح الكروم غالبا مرتين وتنقى من الحصى. وكانت مهنة الكرام تمتاز عن مهنة الفلاح (2 مل 25: 12).
أما قطاف الكروم فيلحق الدراس (لا 26: 5 وعا 9: 13) لأن باكورات العنب تنضج في أول الصيف (عد 13: 23). وكان العبرانيون يحتفلون بالقطاف أكثر من الحصاد (اش 16: 9). بل كثيرا ما كانوا يفرطون في ذلك (قض 9: 27) (أطلب " عنب ").
كرمل، اسم عبري معناه " مثمر أو مشجر " وهو اسم:
(1) سلسلة جبلية طولها 15 ميلا تقريبا تتصل بسلسلة أقل ارتفاعا منها في القسم الجبلي من أواسط فلسطين وتنتهي بجوف ينحدر إلى البحر المتوسط (ار 46: 18). ويؤلف الحدود الجنوبية لجون عكا.
ويبلغ علو الجوف في القمة الجنوبية الشرقية من مؤخرته 1742 قدما ويقل تدريجيا إلى 1715 ثم يقل شيئا فشيئا في انحداره حتى يبلغ في جزئه الشمالي الغربي، وهو الذي يؤلف الرأس، نحو 556 قدما فقط. وقد اشتهر الكرمل كثيرا في أيام إيليا النبي بسبب مخاصمته
(٧٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 772 773 774 775 776 777 778 779 780 781 782 ... » »»