اليرموك بالأردن على مسافة أربعة أميال جنوبي بحر الجليل - أما نهر الزرقاء فينبع من مدينة الزرقاء الأردنية ثم يتصل على مسافة أربعين ميلا تقريبا جنوبي بحر الجليل.
ويوجد في الغرب بعض الوديان التي تفيض فيها المياه في الشتاء ولكنها تجف في الصيف. ومن ضمن هذه الوديان " وادي البيرة " الذي يصل إلى الناصرة، وكذلك " وادي الجلود " الذي يسير في وادي يزراعيل إلى أن يمر بباشان " ووادي فرة " ويسير إلى شكيم ثم وادي نديمة الذي يسير إلى عادي. ثم " وادي القلت " وهو يسير إلى أورشليم. أما أهم قسم في مجرى هذا النهر فهو القسم الواقع بين بحر الجليل والبحر الميت. ويحبط بالنهر في هذا القسم أشجار وشجيرات كثيرة وكثيفة وتدعى " كبرياء الأردن " أو " غابة الأردن " (إرميا 49: 19) وكانت الأسود تسكنها في أزمنة العهد القديم.
ويسمي هذا الجزء الضيق الذي تملأه الغابات الكثيفة التي تحيط بالنهر الآن " الزور " أما الوادي المتسع الذي يحيط بالنهر ويرتفع عن " الزور " فيسمى " الغور ". وفي الجزء الجنوبي من الغور حيث يمكن ري الأراضي ريا منظما، تنمو الفاكهة بوفرة وبكثرة فتنمو مثلا أشجار النخيل والبرتقال في أريحا. وهذا هو القسم الذي اختاره لوط لسكنه بسبب خصوبة أرضه وكثرة انتاجه (تك 13: 8 - 13).
وقد كان وادي الأردن في عصور الكتاب المقدس مزدحما بالسكان أكثر مما هو الآن. وقد وجد على الجانب الشرقي من نهر الأردن ما لا يقل عن سبعين تلا لمدن كانت آهلة بالسكان في العصور القديمة. ويرجع العهد ببعض هذه الأماكن التي في وادي الأردن إلى أربعة آلاف سنة قبل الميلاد أو إلى ثلاثة آلاف عام على الأقل.
وتوجد معابر في النهر حيث يمكن عبوره وهي تكثر في الشمال وتصل جنوبا إلى " مخاضة يبوق " حيث عبر يعقوب النهر (تك 32: 22) أما جنوبي مخاضة يبوق فتندر هذه المعابر ولا يمكن استخدامها إلا عندما ينقضي فيضان النهر.
وقد عبر إسرائيل النهر بمعجزة بقيادة يشوع ونعلم من يش 3: 16 أن المياه المنحدرة من فوق وقفت وقامت سدا واحدا بعيدا جدا عن آدام. واسم آدام الآن هو دامية قرب جسر دامية، وهي قريبة من المكان الذي يتصل فيه نهر اليبوق بالأردن.
وقد سجل التاريخ عدة مرات فيها سقطت قطع كبيرة من الأرض وأوقفت فيضان النهر إلى حين.
وقد حدث مثل هذا عام 1267 ميلادية و 1906 و 1927 ميلادية. ويظن بعض العلماء أن الرب جعل قطعة كبيرة من الأرض تسقط في مجراه فتمكن إسرائيل من عبوره.
أما امتلاء النهر إلى شطوطه في وقت الحصاد فسببه ذوبان الثلوج التي على جبل حرمون.
بعض الحوادث الكتابية المرتبطة بالأردن:
يضاف إلى ما سبق من سكن لوط في سهل الأردن وعبور يعقوب للأردن وعبور بني إسرائيل النهر في أيام يشوع فقد عبر المديانيون الذين كان يطاردهم جدعون في معابر قريبة من مخاضة يبوق (قض 7: 24). ولما كان داود هاربا من أبشالوم ابنه في خروجه من أورشليم وكذلك في عودته إلى أورشليم عبر الأردن فيما بين أريحا ويبوق (2 صم 17: 22 و 24 و 19:
15 - 18). وعبر إيليا واليشع الأردن إذ ضرباه بطرف رداء إيليا (2 ملوك 2: 5 - 8 و 13 - 15).
وقد أوصى أليشع نعمان السرياني أن يغتسل في الأردن سبع مرات ففعل واغتسل بقرب بحر الجليل فشفي من برصه (2 ملوك 5: 14). وكان يوحنا المعمدان يعمد