قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٥٠
والعربية إلى السامرة (2 ملوك 17: 24) وصار هؤلاء هم السامريين، وظلوا يمارسون عباداتهم التي اعتادوها قبل المجئ إلى السامرة.
وكان بسبب الحروب المتواصلة أن قل عدد السكان، فكثرت الوحوش البرية في الأرض التي استعملها الله عصا تأديب وقد قتلت بعض تلك الوحوش سكان الأرض الجدد، فاعتقدوا أن " إله الأرض " غاضب عليهم، فأرسلوا يستغيثون بملك أشور، الذي أرسل إليهم أحد الكهنة ليعلمهم فرائض إله الأرض وجاء الكاهن وسكن في بيت إيل.
وعلى أن الكاهن لم يقدر أن يجعلهم يتركون عبادات أصنامهم، فظلوا يمارسون عبادة الله كما في أسفار موسى. كما يمارسون عبادة الأصنام (2 ملوك 17:
25 - 33) وظلوا يمارسون هذه العبادة المزدوجة حتى سقوط أورشليم عام 586 ق. م (2 ملوك 17:
34 - 41) وظل أسرحدون ينفذ الخطة التي نفذها جده سرجون (غزرا 4: 2).
وحدث أن اليهود ثاروا على عبادة الأصنام (2 أخبار 34: 6 و 7) فتناقصت تلك العبادة.
ثم ضرب يوشيا الملك الوثنية ضربة أخرى. وبعد عشرات السنين كان بعض السامريين يذهبون إلى الهيكل في أورشليم للعبادة أو الزيارة وعندما عاد المسبيون جاء السامريون طلبوا من زربابل أن يشتركوا معه في بناء الهيكل قائلين إننا كنا نعبد الرب إله إسرائيل منذ أيام أسرحدون (عزرا 4: 2) ولكن زربابل رفض الطلب، فلم يطلب أهل السامرة الاشتراك في البناء مرة أخرى، بل عملوا على محاربة اليهود في البناء، وانضموا إلى أعداء اليهود في تعطيل البناء، كما عملوا بعد ذلك على تعطيل بناء السور (نحميا 4: 1 - 23). وكان قائدهم في هذه الحركة الأخيرة سنبلط الحوروني. وكان منسى الكاهن، وهو واحد من بني يوياداع بن ألياشيب الكاهن العظيم صهرا لسنبلط، فطرده نحميا من الكهنوت، فاغتاظ سنبلط من ذلك كثيرا وساعد نسيبه الذي التجأ إليه فبنى هيكلا في جرزيم وكان بعض اليهود الهاربين من القانون في أورشليم يذهبون إلى هيكل جرزيم للعبادة، فكانوا يقابلونهم بترحيب كبير.
واستمر عداء السامريين لليهود، فعندما نجس أنطيوخس أبيفانيس هيكل أورشليم بتقديم خنزيرة على مذبحه، أعلن السامريون أنهم لا ينتمون إلى الأصل اليهودي أبدا، وأعلنوا ولاءهم للطاغية بأن كرسوا هيكلهم على جبل جرزيم هيكلا للإله زفس حامي الغرباء.
وفي عام 128 استولى يوحنا هيركانوس على شكيم وجرزيم وأخرب الهيكل هناك بعد بنائه بمئتي سنة، ولكن السامريين ظلوا يقدمون قرابينهم على الجبل حيث كان هيكلهم. وكان يفعلون هذا حتى جاء المسبح إلى أرضنا (يوحنا 4: 20 و 21). وفي عام 6 ق. م ألقى بعض السامريين عظاما نجسة في هيكل أورشليم، فصار اليهودي يستنكف من أن
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»