أخرى، أما العصافة أو ذرات القش الصغيرة التي لا نفع منها فإن الريح تذريها (مز 1: 4) أو إن بقيت فإنها تحرق بالنار (اش 5: 24 ومت 3: 12) وبعد الفراغ من عملية الدرس تخزن الحبوب في المنازل أو في آبار جافة أو في المغاور. وكذلك كان التبن يخزن ليستخدم في علف الحيوان أو ليستخدم وقودا.
أما الآبار التي كانوا يخزنون فيها الغلال فهي على هيئة قنينة يزيد عمقها على قامة الإنسان وفمها مستدير يزيد قطره قليلا على نصف الذراع. ويكون بمستوى الأرض بحيث يسهل إخفاؤه. وأقيمت بعض هذه الآبار في أرض المنازل أو في غرفة داخلية في المنزل أو في الغرف الخاصة بالنساء لكي تخفى عن العيون (2 صم 4: 6 و 17: 18 و 19).
مدرسة: وجدت المدارس في بابل وفي مصر في عصور مبكرة في التاريخ ملحقة بالهياكل والمعابد ولم يكن للعبرانيين في الأزمنة القديمة مدارس بالمعنى المتداول الآن. أما التعليم فلم يكن منعدما. فقد كان الوالدون يعلمون أولادهم تعليما دينيا (تك 18:
19 وتث 6: 7) وتذكر الابو كريفا في سفر سوسنا 3 شيئا عن هذا التعليم الديني. ونرى في العهد الجديد إشارة واضحة إلى وجود هذا النوع من التعليم (2 تيمو 3: 15) أما الكبار فقد كانوا يتلقون التهذيب الديني على أيدي الكهنة واللاويين الذين كانوا في المقدس أو في المدن التي عينت لهم في جميع أنحاء البلاد. بل كثيرا ما كان هؤلاء الكهنة واللاويون يطوفون في جميع أنحاء البلاد لكي يعلموا الشعب سنن الشريعة وفرائضها (لا 10: 11 و 2 أخبار 17:
7 - 9 وحجي 2: 11). وكانوا كل سبع سنين يقرأون الشريعة جهارا في عيد المظال على مسامع جماعة الشعب (تث 31: 10 - 13) وكانت الأعياد والأناشيد والترانيم التي كتبت لهذا الغرض (تث 31:
19 و 30 و 32: 1 - 43) تحيي ذكرى هذه الحوادث التي حدثت في نشأة الأمة والتي جعلتها تعبد الرب فاديها والذي أحسن إليها. وقد أذاع الأنبياء المعرفة الدينية بمناداتهم، وانهضوا الحياة الدينية في بلادهم وكانت المعاملات التجارية والنظم القضائية تجري في الشوارع والميادين والساحات على مرأى من الناس ولذا فكانت من أهم الوسائل لتثقيف الشعب وتعليمه بالنظر والسمع ويغلب على الظن أن القراءة والكتابة كانت مألوفة لدى كثيرين من الشبان حتى في العصور المبكرة (قض 8: 14 واش 10: 19).
أما في العصر الإغريقي - الروماني فكانوا يوجهون عناية عظمى نحو تهذيب النش ء وتعليمهم. وكانت تلحق بالمجامع مدارس أولية حيث كان يتعلم الأطفال أن يقرأوا الكتب المقدسة وأن يكتبوا. وكانوا يتعلمون أيضا شيئا من علم الحساب. وفي نحو عام 75 ق. م. صار التعليم الابتدائي إلزاميا. وقد حددت سن الالتحاق بهذه المدارس في ذلك الحين عندما يبلغون السادسة من العمر. وكانوا يستخدمون الرقيق وغيرهم كمعلمين يقومون بتعليم أبناء الأغنياء. وكان الكتبة يقومون بالتعليم الذي يلي التعليم الابتدائي. وكانت الموضوعات التي يعلمونها تتناول الشريعة. وقد أقيمت قاعات للدرس ألحقت بالهيكل في أورشليم أما في المدن الأخرى فكانت تلحق بالمجمع قاعة وكانت تستخدم لإلقاء المحاضرات (لو 2: 46). وكان التعليم على الغالب، بالمجان ولكن يقال إنه في عصر هيرودس الكبير كان حارس الباب يجمع نقودا كرسم للدخول. ولم يكن تعليم التلاميذ قاصرا على هذه الوسائل فإنه بالإضافة إلى هذه كان رجال العلم يقيمون منافسات ومناظرات علنية بين بعضهم البعض يحضرها الذين يرغبون في العلم ومن يريدون التعليم.