قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٦٥
: عنه نحو 1500 قدم، وتنحدر في أكثر الأماكن إلى شاطئه غير أنها تبتعد عنه قليلا في قسمه الجنوبي عند جبل أصدم.
ويخترق جزءه الجنوبي الشرقي اللسان، وهو سهل طوله عشرة أميال وعرضه نحو 5 أميال وسطحه مؤلف من طباشير طيني مغطى بملح وفيه خرابات برج صغير وصهريج وبعض الأعمدة وبقايا خزف غير أنه لم يتحقق تاريخ شئ من ذلك.
قعر هذا البحر مفلطح تقريبا ومؤلف من طين أزرق ورمل ممزوجين ببلورات ملح. وأقصى عمقه 1310 أقدام وجنوبي اللسان 11 قدما إلا أن المشاهد أن هذا العمق يزيد سنويا فإن جزءا كان عمقه 3 أقدام صارا نحو 9 في 25 سنة.
وينقذف زفت من قعر طرف هذا البحر الجنوبي عند حدوث الزلازل. ويصب في البحر الميت الأردن، والزرقاء معين، ونهر الموجب، وعدة أودية أخرى تجري مياهها في الشتاء فقط كوادي كرك ووادي نميرة ووادي سدية ووادي زويرة ووادي غوير ووادي النار.
أما ماؤه فلونه صاف وينصب منه من نهر الأردن نحو ستة ملايين طن ماء كل يوم، ويتبخر كله إذ لا مخرج لهذه البحيرة ويحتوي هذا الماء على 25 في المئة من المادة الجامدة نصفها ملح اعتيادي ومن جملتها كلوريد المغنيسيوم الذي يكسبه طعمه المر، وكلوريد الكلسيوم الذي يكسبه خاصته اللزجة الزيتية. وفيه كمية وافرة من البروم وقليل من العناصر الأخرى. ويختلف ثقله النوعي من 021 و 1 إلى 256 و 1 ومقدار المادة الجامدة فيه نحو ثمانية أضعاف ما في ماء البحار. وإذا أصاب شئ من هذا الماء الثياب أو الأيادي أو الوجه، ترك غطاء من الملح عليها. وإذا أصاب اللسان أحس بلذع وحرارة لشدة ملوحته ولا يغرق الإنسان في هذا الماء لكثافته.
وزد عليه فإنه لا يعيش فيه شئ من النبات أو الحيوان. فإذا دفعت إليه مياه الأنهر بشئ من ذلك مات وانقذف إلى الشاطئ. هذا وإن كان قد روى بعض الرواد أن نباتات قليلة تنمو على أفواه الوديان العديدة بعد فصل الشتاء وقال بعضهم أن أنواعا معدودة من الأسماك تعيش فيه إلا أن المعروف عنه أن لا أحياء تعيش فيه.
وبجانب هذا البحر ينابيع ساخنة من جملتها عين غوير درجة حرارة مائها في شهر يناير 596 ف. وإقليم البحر الميت حار جدا وشواطئه قاحلة وفي بعض الأماكن محاطة بجذوع الأشجار وفروعها المحمولة إليه من الأنهر التي تصب فيه وخشبها متشبع بالملح بحيث لا يكاد يشتعل. وفي بعض المواضع ينمو القصب بجانبه كما هي الحال بقرب عين الفشخة.
ذكر هذا البحر أولا في الكتاب المقدس في تك 14: 3 وظن الأكثرون أن الموضع المشار إليه هناك هو الجزء الواقع جنوبي اللسان. وظن غيرهم أنه القسم من الغور الواقع جنوبي أريحا.
أما مدن الدائرة (تك 19: 25) فكانت قريبة من البحر. وظن الكثيرون أنها تغطت بالمياه بعد هدمها. (ويذكر حزقيال أن من علامات الحياة في ملكوت الله الجديدة شفاء مياه البحر الميت وتكاثر أنواع الأسماك فيه بحيث (حز 47: 6 - 12).
لفائف البحر الميت أو أدراج البحر الميت.
في عام 1947 اكتشف بالقرب من خربة قمران في الشمال الغربي من البحر الميت أحد عشر أو اثنا عشر درجا ترجع إلى القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهذه اللفائف أو الادراج على أعظم جانب من الأهمية لدارسي الكتاب المقدس. ومنذ ذلك الحين اكتشف في تلك البقعة والبقاع القريبة منها آلاف القطع من مئات المخطوطات. ومن ضمن هذه اللفائف التي وجدت أجزاء من كل أسفار العهد القديم ما عدا
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»