قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٤٨
(5) خطابات أليهو ص 32 - 37.
(6) الرب يتكلم ص 38 - 41.
(7) خضوع أيوب ص 42: 1 - 6.
ثالثا: خاتمة ص 42: 7 - 17.
ويظهر من خلال المحاورات التي دارت بين أيوب وأصحابه أنه كان يشعر شعورا قويا باستقامته، ومع ذلك فإنه لا يستطيع أن يدرك سر اليد التي جاءت عليه بقوة وبقسوة. ويزداد التنازع الداخلي القلبي كلما ازداد اليأس من حالته الخارجية الظاهرة، ولكنه في كل هذه يبقى ثابتا على عزمه راسخا في اعتقاده أنه مهما يقع عليه من سوء ومهما يصيبه من شر، فإنه سيبقى على ثقته بالله واتكاله عليه. ثم يرى بريقا من النور عندما يجول بخاطره أنه في وقت ما ووفقا لمسرة الله ورضاه سيظهر بر أيوب وتعلم براءته. وربما لا يحدث هذا في هذه الحياة الدنيا ولكنه سيحدث يقينا وأنه لا بد آت.
وفي هذا اقتناع قوي بالخلود. عندئذ ينطق أيوب بهذا القول الرائع " أما أنا فقد علمت أن وليي حي والآخر على الأرض يقوم وبعد أن يفنى جلدي هذا وبدون جسدي أرى الله " وبهذا يصل أيوب إلى الأساس الراسخ الذي لا يمكن أن يتزعزع عنه البتة (أي 19: 25 و 26).
ثم في النهاية يتقدم أليهو أحد أصحاب أيوب الذي كان صامتا إلى الآن ويقدم أساس آخرا، للحوار فبدلا من أن نعتبر الألم كعقاب خطيئة يضع هو اعتبارا آخرا وهو أن الألم كثيرا ما يكون وسيلة إلى تشجيع أولاد الله وتنقيتهم وتطهيرهم وفي هذه الحالة لا يعبر الألم عن غضب الله بله يكون كمجرد تأديب صادر من ابن محب. وفي هذا يظهر أليهو وكأنه يمهد الطريق لمجئ الرب المخلص. ويظهر من أي 32 - 37 أن أيوب قبل هذا الرأي. عندئذ يتلكم الرب ويظهر لأيوب أن معرفة الإنسان ضئيلة قليلة لا تمكنه من أن يدرك كيف يفسر أسرار الله وأحكامه. فيتضع أيوب أمام الرب (أي 38: 1 - 42: 6). وفي الختام يرجع إلى أيوب ثراؤه ونجاحه وتعود أسرة أيوب إلى ما كانت عليه من قبل (ص 42: 7 - 7 1).
وقد قال بعض النقاد بأن أجزاء من سفر أيوب مثل المقدمة والخاتمة ترجع إلى مصادر قديمة. كما قال آخرون أن هناك أجزاء أدخلت إلى السفر بعد كتابته. ولكن من يدرس السفر درسا مدققا ويسير مع اتساق الحوار وتسلسله وسير الفكر المنطقي فيه يقتنع بوحدة السفر، وأن الاتجاه إلى قبول وحدته أقوى كثيرا من والاتجاه إلى تجزئته.
أما المنظر الذي تمت فيه حوادث هذه القصيدة الرائعة فهو الهضبة الواقعة شرقي أو جنوبي شرقي فلسطين حيث تقع عوص وتيمان وشوة ونعمة. ويعتقد أن الكاتب كان من أهل فلسطين. ولا يمكن تعيين تاريخ كتابة السفر على وجه التحقيق. وقد ظن بعض النقاد أنه كتب في عصر إرميا. وظن آخرون أنه كتب بعد السبي بسبب الصراع الوضاح فيه بشأن الثواب والعقاب. أما لغة السفر ففيها بعض من مؤثرات أرامية أو عربية أرامية، وربما تشير إلى تاريخ متأخر لكتابة السفر. ومع أن بعض العلماء يقولون إنه كتب حالا بعد السبي إلا أن غيرهم يظنون أنه كتب في القرن الرابع قبل الميلاد تقريبا كما أن هناك علماء يعتقدون أنه بما أن البيئة والظروف التي يتحدث عنها السفر تشبه البيئة والظروف التي عاش فيها الآباء الأولون فلذلك يحتمل أنه يرجع إلى الألف الثانية قبل الميلاد.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»