يتلوها سبع سنين جوع واقترح أن يعين شخص يجمع الفائض في سنين الشبع ويخزنه لسني الجوع وقد وافق فرعون على الاقتراح. ولما رآه من حكمة يوسف عينه رئيسا لمخازن فرعون (تك 41: 9 - 13 و 25 - 36).
فأصبح يوسف في وظيفته هذه من الرؤساء في الدولة.
وثانيا في الرتبة بعد فرعون (تك 41: 39 - 44).
وكان يوسف حينئذ في الثلاثين من عمره (تك 41:
46). وقد هذبته التجارب وصقلته الآلام لمدة ثلاثة عشر عاما وقد أعطاه فرعون أسنات زوجة وكانت أسنات من أسرة كهنوتية في أون أو عين شمس.
وقد رأى بعضهم شبها بين قصة يوسف و " قصة الأخين " القديمة التي نسخت لسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشرة على أوراق البردي والمحفوظة في المتحف البريطاني. وخلاصتها أن أخا صغيرا اتهم ظلما بالاعتداء على زوجة أخيه الأكبر. فنجا الأخ الأصغر من نقمة الأخ الأكبر بتوسط إله الشمس الذي ملأ نهرا بالتماسيح فحالت هذه دون بطش الأكبر بالأصغر ولكن الأمور الخيالية في هذه القصة تختلف كثيرا عن قصة يوسف.
ومن الأمور التي تثبت صحة قصة يوسف ما يأتي:
ما جاء في تك 40: 19 هو أبشع ما يؤول إليه مصير جسد الإنسان حسب القوانين المصرية. وكان المصريون يقومون بحلاقة ذقونهم أفضل حلاقة (تك 41:
14). والخاتم والكتابة في دائرته الصغيرة، وطوق العنق المصنوع من ذهب والذي نقش عليه (الجعران)، والثياب القطنية الناصعة هي من العوائد المصرية الصحيحة (تك 41: 42). وكانت الأموال الأميرية والمقاييس المختصة بالأراضي والأملاك هي المقاييس التي استخدمها يوسف (تك 47: 13 - 26). وفي ص 46: 34 نجد وصفا لنظام القبيلة المصرية. وفي ص 50: 2 و 3 و 26 وصفا دقيقا للتحنيط.
وفي مكان خاص في هليوبوليس بالقرب من مطار القاهرة الآن مسلة كانت في ذات يوم قائمة أمام هيكل رع إله الشمس. وقد كانت أسنات زوجة يوسف من أسرة كهنة رع (تك 41: 45 و 50 وار 43: 13). وقد عزا يوسف ما كان ينعم به من أخلاق رفيعة ويتمتع به من مقام اجتماعي إلى الله الذي لم يتركه ولم يتخل عنه (تك 39: 9 و 42: 18).
فلم تظهر كفاءته في بيت فوطيفار ولم يوكله فوطيفار على بيته، ولم يزج في غيابة السجن، ولم ينجح في تفسير حلم رئيس السقاة ورئيس الخبازين وحلمي فرعون ولم ينل العفو، ولم يعترف فرعون بحكمته (تك 41:
9 - 13 و 25 - 36).، ولم يرفعه إلى مصاف الأشراف ويجعله قيما على بيته ووكيلا على مخازنه، ولم يقلده ثاني وظيفة بعد الملك (تك 41: 39 - 44) بعد أن تحمل الخسف والذل مدة 13 سنة إلا لأنه كان متكلا على الله، مؤمنا بقوته وعدله.
ورزق يوسف من زوجته أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون منسى وأفرايم قبل حدوث المجاعة في مصر (تك 41: 50 - 52). وحلت المجاعة التي أنبأ عنها وعمت العالم الذي كان معروفا يومئذ لا سيما القسم الغربي منه حول حوض البحر المتوسط (تك 41: 44 و 56 و 57).
ولكن مصر كانت قد استعدت بفضل يوسف لمواجهة الجوع لأنها خزنت القمح والحبوب بمخازن عظيمة ابتنتها لهذه الغاية حسب تعليمات يوسف وإرشاداته. فذهب إخوة يوسف إلى مصر لابتياع حنطة. ولم يعرفوا يوسف. أما هو فعرفهم. وبخضوعهم له تحققت أحلامه