قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١١٠٣
أن كاتبه كان معاصرا لإشعياء. ومنهم من يرتئي أنه عاش في ملك يوشيا. ويعتقد غالبية العلماء أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي.
ويظهر السفر أن كاتبه كان رجلا مرهف الشعور متقد الغيرة، وثاب البصيرة، ولغته العبرانية فصيحة بليغة، وأسلوب إنشائه سهل سلس فيه كثير من المجاز ولا يفوقه أحد من الأنبياء في قوة الوصف ووضوحه.
وكان السبب المباشر الذي دعا إلى النطق بنبوأته حلول نكبة مزدوجة في البلاد هي القحط والجراد. وقد وصفها ببلاغة وقوة فائقتين. ودعا الشعب على مختلف طبقاته إلى التوبة، ووعدهم بأن تعود الأرض إلى سابق خصبها إذا تابوا توبة حقيقية. وليس هذا فحسب، بل إن روح الله ينسكب على كل جسد، ويجئ عصر تعم فيه القداسة ويسود فيه السلام.
وقد سار الأنبياء بعده على نهجه. فكلهم بالاجماع ترقبوا من خلال نكبات الزمان الحاضر، مجد الأزمنة الأخيرة.
ويمكن تقسيم السفر إلى ثلاثة أقسام:
(1) ص 1: 1 - 2: 17 نكبة الجراد.
(2) ص 2: 18 - 27 عطف الرب وإنعامه على الشعب ببركات مادية.
(3) ص 2: 28 - 3: 21 إنعام الله على شعبه ببركات روحية ومادية وإيقاعه القضاء على الأمم الغريبة وص 2: 28 - 32 هو في النص العبري ص 3 وص 3 هو ص 4.
وقد وصفت النكبة التي سببها الجراد في حياة الشعب الزراعية، والاقتصادية، والدينية، وصفا علميا دقيقا كما يشهد كثيرون من الذين شهدوا مثلها (ص 1: 4 - 20 وقابل عا 7: 1 الخ). ويذكر يوئيل ص 1: 4 أربعة أنواع من الجراد يتدرج بذكرها من سئ إلى أسوأ. والغارات التي شنت من الشمال (2: 20) مكنت النبي من صياغة عبارات شعرية بليغة أخاذة وصف بها غزوة الجراد (ص 2: 4 - 11 ورؤ 9: 3 - 11). ويعتقد البعض أن وصف يوئيل هو تعبير مجازي، بينما يعتقد البعض الآخر أنه رؤى تتعلق بالأزمنة الأخيرة. غير أن معظم الدارسين للعهد القديم يعتبرون غزوة الجراد حدثا تاريخيا مفزعا حدث في عصر النبي، فنتج عنه انتعاش ديني ووعي رؤى. ويقولون إن نكبات كهذه في الطبيعة، تسمو بالانسان إلى الخالق. ويوئيل، كغيره من كتاب العهد القديم، يعزو المصيبة والشر إلى ابتعاد الإنسان عن الله (2:
12 - 14). وبين ص 2: 17 و 2: 18 فترة رحل فيها الجراد فنمت المزروعات وأينعت الأشجار، واكتست الأرض بحلة سندسية، وعادت الطبيعة إلى ما كانت عليه من رواء وبهاء ومجد (2: 20 - 24 الخ)، ورسخ إيمان التائبين بالله أكثر من ذي قبل (2: 26 الخ).
وتمتزج تصورات يوئيل الرؤوية بآرائه التاريخية حينا، وتنفصل عنها حينا آخر. وقد رأى بطرس في المظاهر السيكولوجية والروحية التي برزت للعيان يوم العنصرة إتماما لنبوة يوئيل (اع 2: 16 - 21 قابل يوئيل 2:
28 - 32)، ونكبة الجراد لم تكن إلا مقدم الصورة " ليوم الرب " (يوئيل 1: 15 و 2: 10 الخ). ونجد هذه الفكرة في عاموس 5: 18 الخ و 8: 3 وش 2:
5 - 22 وصف 1: 14 - 18. وقد عين موضع الدينونة (يوئيل 3: 2 و 12 و 16). وسيدان أهل صور
(١١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1098 1099 1100 1101 1102 1103 1104 1105 1106 1107 1108 ... » »»