قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٠٩٩
وكتب إرميا درجا أنذره فيه بالدينونة الإلهية إذا لم يندم عن شره ويتب عنه، غير أن يهوياقيم استخف بالدرج والانذار، وبعد أن أصغى إلى تلاوة ثلاثة شطور منه شقه وطرحه في النار (ار ص 36). وكانت بابل آنذاك قد بسطت سلطانها على آسيا. وفي السنة الرابعة من ملك يهوياقيم هزم نبوخذنصر نخو في معركة كركميش (605 ق. م.). وزحف بعدئذ على أورشليم وأخضع يهوياقيم وأذله (2 مل 24: 1 وار 46: 2 و دا 1: 1 و 2). وكانت هناك أخطار أخرى تحدق بالمملكة. فشن عليها الأراميون " السوريون " والموآبيون، والعمونيون غاراتهم وأعملوا فيها النهب والسلب، كما فعل الكلدانيون الذين أرسلهم نبوخذنصر عندما بلغه خبر عصيان يهوياقيم وتمرده (2 مل 24: 2). ودخل نبوخذنصر، وجيشه أورشليم، وقيدوا المتمرد اليهودي بسلاسل من نحاس (2 أخبار 36: 2). وبعد مدة قصيرة مات يهوياقيم أو قتل. وتم ما تنبأ به إرميا عنه، أنه لا يندب عند موته، وأنه يدفن دفن الحمار مجرورا ومطروحا بعيدا عن أبواب أورشليم (ار 22:
19 و 26: 30 تاريخ يوسيفوس 10: 6، 3). وملك 11 سنة وخلفه ابنه يهوياكين (2 مل 24: 16).
يهوياكين: اسم عبري معناه " يهوه يثبت ".
وهو ابن يهوياقيم ملك يهوذا وخليفته. تبوأ العرش سنة 597 ق. م. وكان، كما جاء في 2 م 24: 8 ابن 18 سنة، وابن 8 سنين كما جاء في 2 أخبار 36:
9. ولكن يرجح أن رواية سفر الملوك الثاني هي الرواية الصحيحة. وعمل يهوياكين الشر في عيني الله ناهجا في ذلك منهج أبيه. ولم يملك إلا ثلاثة أشهر وعشرة أيام. وفي أثناء هذه المدة القصيرة حاصر نبوخذنصر أورشليم، وأخذه مع عائلته ورؤساء الأمة وبعض خزائن بيت الرب والمدينة، إلى بابل (2 مل 24: 8 - 16 و 2 أخبار 36: 9 و 10). وبقي 37 سنة أسيرا في السبي في بابل، كان مسموحا له خلالها أن يتنقل في المدينة بحرية.
ولم يزج في السجن كما يظهر. وبعد 37 سنة رفعه أويل مرودخ (1 ملمردوخ)، الذي خلف نبوخذنصر (562 ق. م.) بسبب حادث وقع بعد اسره بسنين قليلة، وأعلى شأنه. وكان كرسيه أو عرشه " فوق عرش الملوك الآخرين الذي كانوا أسرى في بابل ".
وكانت له ملابس خاصة غير ملابس السجن، ووظيفته دائمة عند الملك بمرتب يتناوله كل يوم. وكان له طعام وفير (2 مل 25: 28 - 30). ومن الطريف أن يتأمل المرء ليعرف سبب معاملته هذه المعاملة الخاصة، ومنحه هذه الامتياز الذي لم يتمتع به غيره من الملوك المأسورين في بابل في أيامه.
ويدعى يهوياكين أيضا يكنيا (1 أخبار 3: 16 و 17 ومت 1: 12).
وأرميا الذي تنبأ في أثناء ملكه القصير يدعوه مرارا " كنيا هو " (ار 22: 24 و 28 و 37: 1).
فقد وجدوا ثلاث جرار من الفخار في بيت شمس وفي قرية سفر قرب حبرون، التي يظن أنها دبير القديمة (قض 1: 11)، عليها ختوم بأحرف عبرية قديمة أو فينيقية تضمنت هذه العبارة: " خاصة ألياقيم وكيل يوكين ". ويعتقد أن ألياقيم كان قيما على أملاك التاج في المدة التي كان فيها يوياكين أسيرا في بابل، وأن صدقيا عم يهوياكين أو يوياكين كان يترقب عودة ابن
(١٠٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1094 1095 1096 1097 1098 1099 1100 1101 1102 1103 1104 ... » »»