معهم كان على الصدق والصواب هذا هو المعيار للحق والإيمان ومن قال التوسل بالأنبياء والرسل شرك ومعتقده مشرك فقد كذب الله والرسول والصحابة والأسلاف لأن الشرك هو اعتقاد المشاركة في الألوهية أو في صفاته الخاصة والتوسل ليس من صفات الله وأفعاله بل هو من خصوصيات العباد.
وقد صرح أئمة الوهابية أن الأمور التي كانت تطلب من الأنبياء والصلحاء حال كونهم أحياء مثل الدعاء أو الاستشفاع فطلبها منهم بعد موتهم لا يكون شركا ذكر هذه الضابطة العلامة وحيد الزمان في كتابه هدية المهدي، ص 18. ونقل كلام الشوكاني أنه قال الشوكاني لا خلاف في جواز الاستعانة والاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه والأمور التي هي مختصة بالله تعالى وكانت لا تطلب منهم وهم أحياء منهم بعد أن ماتوا يكون شركا، فالتوسل كيف يكون شركا وهو من خصوصيات العباد وقد فعله الأنبياء والصحابة والصالحون فمن قال التوسل شرك ومعتقده مشرك فقد خرج من جماعة المسلمين وهو غال وشدد في الدين والتشديد في الدين من خواص الخوارج والوهابية.
واعترف العلامة وحيد الزمان وهو من أركان الوهابية في كتابه هدية المهدي، ص 46، فقال شدد بعض إخواننا من المتأخرين في أمر الشرك وضيق دائرة الإسلام وجعل الأمور المكروهة أو المحرمة شركا ثم بين المراد من بعض إخواننا في حاشيته فقال هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب حيث جعل هذه الأمور شركا أكبر كما يفهم من رسالته إلى أهل مكة وتبعه في أكثر الأمور