الحمد لله تعالى إن التوسل إلى الله تعالى بنبيه أو بالأنبياء الصالحين أو بالأعمال الخالصة لوجهه الكريم لا مانع شرعا منه لأنه تعالى قال " وابتغوا إليه الوسيلة " وقال أيضا " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا لله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " ولأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتوسلون برسول الله صلى الله عليه وسلم كما روي أن أعمى توسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففتح عينيه.
وقد أجمعت على جواز التوسل إذا صحت العقيدة وإجماع الأمة حجة شرعية كما قال عليه السلام. لا تجتمع أمتي على ضلالة أما ما يدعيه بعض الغلاة من الوهابية بأن حكم المتوسل بأنه شرك فلا دليل عليه شرعا ولا عقلا لأن المتوسل لا يخرج عن قوله عليه السلام (إذ سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) فهو لا يسأل إلا الله ولا يستعين إلا بالله. نعم يسأله بحبيب إليه من أجل استجابة دعائه وهذا مما يحبه ربنا عز وجل فكيف نحكم بشركه وهو غير مشرك وهذا مما يمقته الشرع ويبرأ منه الدين لأنه ورد من كفر مؤمنا فقد كفر وقد قتل سيدنا أسامة بن زيد مشركا بعد أن قال لا إله إلا الله فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أنكر أشد الإنكار على سيدنا أسامة فقال له أتقتله بعد أن قال لا إله إلا الله فقال قالها والسيف على رأسه فكرر عليه