سيوف الله الأجلة وعذاب الله المجدي - محمد عاشق الرحمن القادري الحبيبي - الصفحة ٣٥
الشريف أخرج الأئمة الحفاظ، ابن خزيمة في صحيحة (وهو في هذا الشأن قريب من صحيح مسلم في الدرجة) والنسائي في كتابه عمل اليوم والليلة، والترمذي في جامعه وقال حسن صحيح غريب يعني بالنسبة لتفرد أبي جعفر عمير بن يزيد الخطمي المدني ثم البصري وهو ثقة نص على توثيقه النسائي وابن معين ولذلك لا تضر الغرابة في صحته، وابن ماجة ونقل تصحيحه عن أبي إسحاق وأقره والحاكم في مستدركه وقال على (صحفة رابعة) شرط الشيخين وأقره الذهبي عن عثمان بن حنيف أنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فشكا إليه ذهاب بصره. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إن شئت دعوت الله لك وإن شئت صبرت فهو خير لك، فقال يا رسول الله إنه قد شق علي فقد بصري وليس لي قائد - فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينطلق فيتوضأ ويحسن الوضوء ويصلي ركعتين ثم يدعو بهذا الدعاء، ولفظه عند الترمذي (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي - اللهم فشفعه في) قال عثمان، فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط - فهذا حديث صحيح وهو صريح في أمره صلى الله عليه وسلم لذوي الحاجات بالتوسل وندائه في مغيبه في حياته وبعد وفاته. وقد فهم الصحابة منه ذلك فإن أمره صلى الله عليه وسلم للواحد من أمته
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»