وهذا يدل على أن التوسل ليس شركا بل هو أمر مشروع مستحب في الدعاء وكيف يسوغ القول بأنه شرك وقد فعله أمير المؤمنين عمر بمحضر من الصحابة دون أن ينكر عليه واحد منهم ويفعله يوم القيامة أهل المحشر عندما يسألون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليشفعوا لهم عند الله سبحانه ليريحهم من أهوال المحشر فيعتذر الأنبياء عليهم السلام حتى يصلوا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقوم بها ويشفع إلى الله سبحانه فيشفع كما صرحت بذلك أحاديث الشفاعة الكبرى المروية في الصحيحين وغيرهما. وإذا كانت الشفاعة ليست شركا فالوسيلة أيضا ليست شركا لأنها بمعناها. فهي ليست سوى مكانة يتفضل الله بها على من يشاء من عباده إظهارا لفضله سبحانه على عبده، قال سبحانه في حق موسى عليه السلام " وكان عند الله وجيها " الأنبياء - أفلا يكون خاتم الرسل والأنبياء وجيها عند الله سبحانه؟!! أسأل الله سبحانه متوسلا إليه بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلهمنا رشدنا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه لنا اللهم آمين.
20 / 2 / 1400 ه الفقير إلى الله تعالى عبد الحميد طهماز مصدق مدير أوقاف حماة مدرس وخطيب جامع السلطان في حماة سوريا 23 شهر ربيع الأول 1400 ه ختم مديرية أوقاف حماة (التوقيع) وزارة الأوقاف الإسلامية الجمهورية العربية السورية