وبين من هو إلى صورته فغلطوا فظنوها معبودات بأعيانها ولذلك رد الله تعالى عليهم تارة بالتنبيه على أن الحكم الملك له خاصة وتارة ببيان أنها جمادات " ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم أذان يسمعون بها قل ادعوا شركاء كم ثم كيدون فلا تنظرون " (الأعراف: 195) قال النجدي وعن عائشة قالت من أخبرك أن محمدا يعلم الخمس التي قال الله تعالى " إن الله عنده علم الساعة " (لقمان: 34) الآية فقد أعظم الفرية.
قالوا أيها الجاهل اقرأ تمام الحديث وهو هكذا قالت من أخبرك أن محمدا رأى ربه أو كتم شيئا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى فيها إن الله عنده علم الساعة " (لقمان: 34) الآية فقد أعظم الفرية فقولها أعظم الفرية تشيران المخبر مفتر أو كاذب فأين فيه أنه مشرك هل الافتراء والكذب عندك شرك مع أن أصل مسألة الباب هو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه المعراج وهي خلافية والجمهور على إثباتها وهو الراجح المختار عند أكثر العلماء الكبار وأجابوا عن قول عائشة بأنها ليست أعلم ممن أثبتها وقالت ما قالت استنباطا واجتهادا من قوله تعالى " لا تدركه الأبصار " (الأنعام: 103) وأجابوا أن الإدراك هو الإحاطة فليس فيها نفي مطلق الرؤية وكذلك حالة اطلاعه صلى الله عليه وآله وسلم على خمسة خلافية قيل قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلمها وقيل بل علمه الله واطلعه عليها ولم يأمره أن يطلع عليها أمته كذلك مسألة الروح.
قال النجدي وعن النبي في الصحيح (والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم) فهذا الحديث صريح في أنه كان لا يعلم أمر خاتمته في حال حياته فكيف يعلم حال تلك المشركين بعد مماته.
قالوا أيها الجاهل كيف تقول إنه صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يعلم أمر خاتمته وقد قال الله تعالى " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " (الفتح: 2)، " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " (الإسراء: 79)، " ولسوف يعطيك ربك فترضى " (الضحى: 5)، " إنا أعطيناك الكوثر " (الكوثر: 1) وأحاديث الشفاعة لأمته وشفاعة أمة أكثر من أن يحصى وكيف قلت فكيف يعلم حال أمته بعد مماته ألم تسمع أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال (حياتي خير لكم تحدثون يحدث لكم فإذا أنا مت كان وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم