الرد على الآلوسي - داود النقشبندي الخالدي - الصفحة ٧
وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء لا يكون بينه وبين السماء سقف ففعلوا فمطروا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمى عام الفتق انتهى وكذلك أورد في المشكاة حديث أبي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها في استسقاء الصحابة بقبره الشريف وقد ورد عن ابن عمر أنه كان يتمسح بالرمانة من منبره صلى الله عليه وسلم وبه أخذ مالك وأحمد بل والحنفية والشافعية ولا شك أن القبر والرمانة جماد لا يعقل له جاه بل كان التوسل بذاته التي شرفت المنبر بل شرفت الوجود.
الوجه السادس، قوله ومن هنا تعلم أنه لا مانع أيضا من التوسل بمن تحقق له جاه عند ربه سبحانه من ذوي الأرواح القدسية كالأنبياء والأولياء المقطوع بولايتهم.
أقول لا يخفى عليك مما قدمنا أن التوسل بالجمادات والحيوانات قد وقع في الأحاديث الصحيحة والآثار الصريحة عن الصحابة والتابعين والسلف الصالحين مما يضيق عنها نطاق الحصر وليست من ذوي الأرواح القدسية ولا من المقطوع بولايتهم أفلا تكون ذوات الأنبياء والصالحين لا سيما ذات سيد المرسلين أقل درجة من الجمادات وأشباهها في عدم التوسل بذاتها كما لا يخفى فقوله هذا خارج من المقصود.
الوجه السابع، قوله لم يسمع في الأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم وعن أهل بيته كالسجاد رضي الله تعالى عنه بتوسط أحد بن الخلق والتوسل بحرمته وجاهه.
أقول لا يخفى ما في هذه العبارة من المجازفة والمخالفة والمناقضة لكلام نفسه وكلام غيره وذلك من وجوه الأول أنه تحقق فيما تقدم من عند نفسه أن التوسل الوارد به يؤول إلى التوسل بجاهه وعليه حمل حديث الأعمى وحديث الشفاعة التي قام عليها الإجماع كما ذكره فيما سبق وهنا يقول لم يسمع في الأدعية المأثورة عنه وعن أهل بيته كالسجاد بتوسط أحد من الخلق والتوسل بحرمته وجاهه فيقال له فأنت من أين لك أن تحمل أن التوسل به يؤول إلى التوسل بجاهه إن كان من نص عن الله ورسوله وأصحابه فمسلم مقبول وإن كان من عند نفسك فغير مقبول إذ لا يجوز لأحد أن يبتعد في الدين ما لم يرد به نص فتناقض كلامه فإنه في الأول حمل أحاديث التوسل به على أنها بمعنى التوسل بجاهه
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»