واستشهد يقول الشاعر على عدم الطلب من النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به في قوله:
إليك وإلا لا تشد الركائب * وعنك وإلا فالمحدث كاذب وفيك وإلا فالغرام مضيع * ومنك وإلا فالمؤمل خائب فهذه الأبيات مقولة في حقه صلى الله عليه وسلم كما ذكره القسطلاني في المواهب اللدنية فكيف عكس مرام الشاعر وجعلها دليلا على عدم ندائه والطلب منه والتوسل به.
الوجه التاسع، قوله وأنا لا أرى بأسا بتوسط عريض الجاه والوسيلة العظمى وكذا توسيط من أشرنا إليه مع كون الطلب من الله تعالى.
أقول لما نفى أن يكون التوسط والتوسل في الأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم وأنه لم يوجد نص فيهما لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن السجاد فيما زعم أراد أن ينبه أن التوسط والتوسل كلا منهما إباحة للناس من قبل نفسه لا من دليل يوجد فيه ولا من عالم معتمد قاله بفيه. فإذا هو ما رأى بأسا فليرفع المسلم بذلك رأسا وقوله مع كون الطلب من الله يعني فلا يجوز الطلب من غيره تعالى ولو على طريق المجاز فيكون مناقضا لما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم الطلب منه صلى الله عليه وسلم في حديث الأعمى وحديث انفلاة الدابة وحديث طلب العون لمن أراد عونا وحديث طلب الصحابي الاستسقاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته وحديث نداء ابن عمر لما خدرت رجله وغير ذلك من الآثار والأحاديث الواردة عن النبي المختار وأصحابه الأخيار وهل هذا إلا مراغمة للشارع ومناقضة لما أجمعت عليه الأمة من الذاهب الأربعة من طلبهم منه صلى الله عليه وسلم الشفاعة وغيرها في باب الزيارة.
الوجه العاشر، قوله وإلا حوط أن لا يقال لمن لا يسمع ولا يرى ولا يقدر عن نفسه دفع الأذى أن يا فلان اشف مريضي ويا فلان أعطني كذا وإن كان باب التأويل واسعا.
أقول، عبارته تدل على أن من قال ذلك جائز له لكن الأحوط في حقه أن لا يقول فانظر إلى هذا التناقض في كلامه فإنه إذا كان المقول له لا يسمع ولا يرى ولا يدفع عن نفسه الأذى كيف يجوز أن يخاطب وينادي بهذا اللفظ وبغيرها مما عنده جائز إذ لا يعهد عند ذوي العقول خطاب جماد لا يسمع ولا يرى ولا يدفع عن