وضروبه وإماما في الفقه ورقايقه إماما في السنة ودقايقها وحقايقها إماما في الورع وغوامضه إماما في الزهد وحقايقه خرج أبواه من مروز وهو محمول به وولد ببغداد ونشأ بها ومات بها ورحل إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة وسمع من سفيان بن عيينة وإبراهيم بن سعد ويحيى القطان وهشيم بن بشير ومعتمر بن سليمان وإسماعيل بن عليه ووكيع بن الجراح و عبد الرحمن بن مهدي وروى عنه عبد الرزاق بن همام ويحيى بن آدم والوليد بن هشام بن عبد الملك الطيالسي وأبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي أخذ عنه الحديث وهو أخذ عن الشافعي الفقه والعلم والأسود بن عامر والبخاري ومسلم وأبو داوود وأكثر عنه في السنن وروى الترمذي عن أحمد بن الحسن الترمذي عنه وروى النسائي عن عبد الله بن أحمد عنه وروى بن ماجة عن محمد بن يحيى الذهلي عنه والأثرم وأبو بكر أحمد المروزي وعمر بن سعيد الدارمي وخلق لا يحصون وقال إبراهيم الحربي أدركت ثلاثة لن يرى أبدا مثلهم يفخر النساء أن يلدن مثلهم رأيت أبا عبيد القسمي بن سلام ما أمثله إلا جبل نفخ فيه الروح ورأيت بشر ابن الحارث الحافي ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا ورأيت أحمد بن حنبل كأن الله جمع له علم الأولين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء وعن الحسن بن العباس قال قلت لأبي مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال لا أعلم إلا شابا بالمشرق يعني أحمد بن حنبل وقال قتيبة بن سعيد لو أدرك أحمد بن حنبل عصر الثوري والأوزاعي ومالك والليث بن سعد لكان هو المقدم وقيل لقتيبة أيضم أحمد إلى التابعين قال نعم يضم إلى كبار التابعين وقال يحيى بن معين دخلت على أبي عبد الله أحمد بن حنبل فقلت له أوصني فقال لا تحدث السند إلا من كتابي وقيل لأبي زرعة من رأيت من المشايخ المحدثين أحفظ قال أحمد بن حنبل حزز كتبه اليوم الذي مات فيه بلغ اثنى عشر حملا وعدلا وكل ذلك كان يحفضه عن ظهر قلبه وقال إبراهيم بن شماس خاض الناس فقالوا إن وقع أمر في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فمن الحجة على وجه الأرض فاتفقوا كلهم على أن أحمد بن حنبل حجة وقال ابن الأهدل كان أحمد من خواص أصحاب الشافعي وكان الشافعي يأتيه في منزله وكان
(٨)