ولد في سنة خمسة وتسعين ومات في تسع وسبعين مائة وروى عنه أنه قال ما أفتيت حتى شهد لي سبعون إماما أني أهل لذلك وقل رجل كنت أتعلم منه ومات حتى يستفتيني قال اليافعي أخبر بنعمة الله بهذا الكلام من غير افتخار يعني من باب فأما بنعمة ربك فحدث وقال الزرقاني في شرح الموطأ هو الإمام المشهور صدر الصدور أكمل العقلاء واعقل الفضلاء ورث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر في أمته الأحكام والفصول أخذ عن تسعمائة شيخ فأكثر وما أفتى حتى شهد له سبعون إماما أنه أهل لذلك وكتب بيده مائة ألف حديث وجلس للدرس وهو ابن سبعة عشر سنه وصارت حلقته أكبر من حلقة مشايخه في حياتهم وكان الناس يزدحمون على بابه لأخذ الحديث والفقه كازدحامهم على باب السلطان وله حاجب يأذن أو لا للخاصة فإذا فرغوا أذن للعامة ولا يدخل الخلاء إلا كل ثلاثة أيام مرة ويقول والله لقد استحييت من كثرة ترددي للخلاء ولما ألف الموطأ اتهم نفسه بالاخلاص فيه فألقاه في الماء وقال إن ابتل فلا حاجة لي به فلم يبتل منه شئ وأثنى الأئمة عليه كثيرا قال سفيان بن عيينة رحم الله مالكا ما كان أشد انتقاد للرجال وكان لا يبلغ من الحديث إلا ما كان صحيحا يعني لا يقول بلغني كذا وفيه أدنى شبهة بل لا يقول ذلك إلا وهو صحيح قطعا ولا يحدث إلا عن ثقات الناس وقال عبد الرحمن بن مهدي ما بقي على وجه الأرض آمن على حديث رسول الله صلى الله الله وعليه وسلم من مالك بن أنس ولا أقدم عليه في صحة الحديث أحدا وما رأيت أعقل منه وقال عبد الرحمن بن مهدي سفيان الثوري إمام في الحديث وليس بإمام في السنة والأوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث والإمام مالك إمام فيهما جميعا وقال يحيى ابن سعيد ويحيى بن معين مالك أمير المؤمنين في الحديث زاد بن معين كان مالك من حجج الله على خلقه إمام من أئمة المسلمين مجمع على فضله وقال الشافعي إذا جاء الأثر فمالك النجم وإذا ذكر العلماء فمالك النجم الثاقب ولم يبلغ أحد مبلغ مالك في العلم لحفظه وإتقانه وصيانته وما أحدا بن علي في علم الله من مالك وجعلت مالكا حجة بيني وبين الله ومالك وبن عيينة القرينان لولاهما لذهب علم الحجاز
(٥)