أشد الجهاد - الشيخ داود الموسوى البغدادى - الصفحة ٧
من سبقه لا سيما مشايخه كمالك وسفيان بن عيينة ومشايخهم واجتمع له من تلك الأنواع وكثرة الأتباع في أكثر أقطار الأرض وتقدم مذهبه وأهله لا سيما في الحرمين والأرض المقدسة وهذه الثلاثة وأهلها أفضل الأرض وأهلها ما لم يجتمع لغيره وهذا حكمة تخصيصه في الحديث المعمول به في مثل ذلك يعني المناقب وزعم بعض وضعه حسدا وغلطا فاحشا وهو قوله صلى الله عليه وسلم عالم قريش يملأ طباق الأرض علما قال إمام السنة والحديث أحمد بن حنبل وغيره من أئمة الحديث والفقه نراه الشافعي ولأنه لم يجتمع لقرشي من الشهرة كما ذكر مثل ما اجتمع له فلم ينزل الحديث إلا عليه وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل لأبيه يا أبتي إني أراك تكثر الدعاء للشافعي فكيف كان قال يا بني إنه كان للناس كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فهل ترى لهذين من خلف وثناء السلف عليه كثير ضربنا عنه خوف الإطالة وأما غرايب استنباطاته فكثيرة جدا وكاشف أصحابه بوقايع وقعت بعد موته كما أخبر ورأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعطاه ميزانا فأولت له بأن مذهبه أعدل المذاهب وأوفقها للسنة الغراء التي هي أعدل الملل وأوفقها للحكمة العملية والعلمية ولد بغزة على الأصح سنة خمسين ومائة ثم أجيز بالافتاء وهو بن خمسة عشر سنة ثم رحل لمالك فأقام عنده مدة وحفظ موطأه وكان في الأول تسعة آلاف حديث وخمسمائة ثم اختصره في هذا الموجود الآن وهو ألف وسبعمائة تقريبا والشافعي رضي الله عنه حفظ الأول قبل الاختصار وهو بقدر هذا الموجود نحو ستة مرات فليتنبه لذلك ثم رحل لبغداد ولقب ناصر السنة لما ناظر بها أكابرها وظفر عليهم كمحمد بن الحسن وكان أبو يوسف ميتا ثم عاد بعد عامين لمكة ثم لبغداد سنة ثمانية وتسعين ومائة ثم بعد سنة لمصر فأقام بها كهفا لأهلها إلى أن تقطب ومن الخوارق التي لم يقع نظيرها لمجتهد غيره استنباطه وتحريره لمذهبه الجديد على سعته المفرطة في نحو أربع سنين وتوفي سنة أربعة ومائتين بها وأريد بعد أزمنة نقله منها لبغداد وظهر من قبره روايح طيبة عطلت حواس الحاضرين فتركوه وقد أكثر الناس التصانيف في مناقبه حتى بلغت نحو أربعين تصنيفا وأما الإمام أحمد بن حنبل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي أحد الأعلام ببغداد وقد تجاوز سبعا وسبعين سنة بأيام فكان إماما في الحديث
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»