آراء علماء السنة في الوهابية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٩٥
الآن تحت سيطرة حفيده سعود بن عبد العزيز.
وكما كان ابن رشيد حليفا مخلصا للأتراك، فقد كان عبد العزيز حليفا دائما، وصديقا وفيا للانكليز، فكان يذكرها ويشكرها في خطبه وغيرها، وهذا مثال من أقواله بحق الانكليز، جاء في خطبة ألقاها بمكة المكرمة عام (1362 ه‍)، قال:
" ولا يفوتني في هذا الموقف أن أتمثل بأنه من لم يشكر الناس لم يشكر الله، فأثني على الجهود التي قدمتها الحكومة البريطانية بتقديم بواخر الحجاج، وتسهيل سفرهم، كما أثني على مساعدتها، ومساعدة الحلفاء القيمة، ومتابعتهم تتميم تموين البلاد، وما يحتاجه الأهالي من أسباب المعيشة وغيرها، وكذلك لا بد من الإشارة إلى أن سيرة البريطانيين معنا طيبة من أول الزمن إلى آخره ".
ويعلم الكبير والصغير أن الإنكليز والحلفاء، وأية دولة استعمارية يستحيل أن تفعل شيئا بقصد الخير والإنسانية، وإذا فعلت مع بلد من البلدان ما يبدو كذلك فإنما تتخذ منه وسيلة إلى التسرب إلى أسواقه، والسيطرة على مقدراته.. إن الاستعمار ينافق ويتصنع، ليمتص دماء الشعوب..
وغريب أن تخفى هذه الحقيقة على الملك عبد العزيز، وأن يقول، وهو الوهابي الذي يصلي في أول الوقت، حتى في بيت عدوه عجلان.. غريب أن يقرن شكر الله بشكر الإنكليز، ويقول: من لم يشكر الناس - أي الإنكليز - لم يشكر الله، هذا مع العلم بأن الوهابية - كما قدمنا - يقولون بفساد الصلاة وجميع العبادات إن أديت عند قبر نبي أو ولي، لأنها، والحال هذه، تكون مشوبة بعبادة صاحب القبر، أو تؤدي إليها بزعمهم.. إذن، كيف ربط الملك عبد العزيز شكر الله بشكر الإنكليز، بحيث لا يقبل الأول بدون الثاني؟.. وبعد أن ضعف
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 99 100 101 ... » »»