هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ٥١
والكل يؤمنون بذلك دون استثناء.
قال: وهناك أصل آخر.
قلت: ما هو؟.
قال: خلافة أبي بكر، وأنها حق له بعد الرسول بلا فاصل.
قلت: الخلافة من الأصول؟!.
قال: نعم.
قلت: لقد نفى السنة عنهم هذا القول، ونسبوه إلى الشيعة الإمامية، وأنكروه عليهم (1).
قال: أجمع أهل السنة على أن خلافة أبي بكر من الأصول، وأصر.
قلت: لا يثبت أصل من أصول الدين إلا ببديهة العقل، أو بنص الكتاب نصا صرحا، أو بسنة تكون بقوة القرآن ثبوتا، وبدلالة لا إله إلا الله وضوحا، أما أخبار الآحاد فليست بشئ في باب الأصول، وإن كانت حجة في الفروع.
قال: هذا صحيح، وقد تواتر عن الرسول أنه قال: يأبى الله ورسوله إلا أبا بكر.
قلت: كيف يكون هذا متواترا، ولم يروه الشيخان البخاري ومسلم ولا احتج أبو بكر، ولا عمر، ولا أحد

(1) جاء في كتاب المواقف وشرحه: 8 / 344: " ليست الإمامة من أصول الديانات والعقائد خلافا للشيعة، بل هي عندنا من الفروع.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»