نشر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إعلانا حذرت فيه الناس من دلائل الخيرات وفي سنة 1376 نشرت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكة إعلانا للجمهور في (البلاد السعودية) حذرتهم فيه من دلائل الخيرات وأنه أشد ضررا على الأمة من كتب الزندقة والإلحاد وأن مؤلفه يهودي، فلينظر الألباء في هؤلاء الذين ورطهم الجهل المكعب في خمس مصائب:
الأولى: منعهم كتابا مشتملا على الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى بعض الآيات بدن استناد إلى برهان يسوغ لهم ذلك وينقذهم من إيذاء رسول صلى الله تعالى عليه وسلم وعداوته.
الثانية: إعلانهم على صفحات الجرائد أن دلائل الخيرات ككتب الزنادقة مفسد لعقائد المسلمين بدون استناد إلى براهين تسوغ لهم هذا الاعلان وكان الواجب عليهم أن لا يفتانوا على الأمة الإسلامية التي تلقته بالقبول شرقا وغربا منذ خمسمائة عام ونيف بل يبينون لها إن كان عندهم علم ما فيه من الافساد المزعوم، ولكن حيث كانوا منفذين خطة إمامهم ابن عبد الوهاب فيه جازمين بأنهم هم الأمة الإسلامية وحدهم والإسلام ممثل فيهم مستندين إلى ما قاله لهم: (إن الأمة الإسلامية كفرت منذ ستمائة سنة)، فلا قدر ولا قيمة لها = على رأيه = ما دامت غير مؤلهة له معهم.
الثالثة: لم يكتفوا في أذاه صلى الله تعالى عليه وسلم بمنع الكتبية من جلبه.
الرابعة: لم يكتفوا في أذاه صلى الله تعالى عليه وسلم بأن سبب منعهم له ما فيه من التوسل بالأنبياء والصالحين، والتوسل بهم = في رأي إمامهم = الحراني شرك، بل ترقوا إلى أنه ككتب الزنادقة مفسد لعقائد المسلمين، نعوذ بالله من زلقات اللسان وفساد الجنان.
الخامسة: لم يكتفوا بالطعن في مؤلفه على قاعدة أهل الرواية المبرزين في النقد (لو كان من أهلها)، بأنه مثلا غير ثقة في نقله أو أنه ذكر في أوله أحاديث موضوعة