التوسل بالنبي (ص) وجهلة الوهابيون - أبي حامد بن مرزوق - الصفحة ١٠٦
بالشرك، وأخبرني ثقة في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف أن صوماليا تلميذا في مدرسة الحديث أنكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له طلبة المغاربة ومدرس هندي فيها يقال له عبد الحق، إن أحاديث كثيرة قد وردت في فضلها فقال إنه لا يعترف بالأحاديث، فقالوا له فما تقول في الآية القرآنية: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)؟، فقال لهم: ومن هو هذا النبي..
إن القرآن لم يسمه، صرح هذا الخبيث بتكذيب أحاديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم والكفر به وبالقرآن الذي أنزل عليه وبمنزله في البلد المقدس في مدرسة يدرس فيها سنة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ولم يقتل، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد أفتى خادم الاستعمار والتيميين صاحب مجلة " المنار " بأن الصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بعد الأذان بدعة قبيحة فنتج عن فتواه فتنة بين أهل أرياف مصر وقدم سؤال بذلك للعلامة المحقق المرحوم الشيخ يوسف الدجوي فكتب مقالة نفيسة نشرت في مجلة الأزهر أبطل بها شقاشقه.
وفي سنة دخول السعوديين لمكة المكرمة 1343 رأيت عند الاشراق وأنا ذاهب إلى المعلى رحلا من أهل مكة خارجا إلى المسعى من زقاق الميليبارية الضيق قائلا: اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد، وصادفه نزول جماعة من الغطغط إلى الحرم فالتفت إليه رئيسهم حنقا مشيرا إليه بعصاه قائلا: (اذكرون ولا تعبدون)، فبهت الرجل خائفا منهم.
وتعريب هاتين الجملتين هكذا: (اذكرونه ولا تعبدونه)، وهذا يدل على أنه قام في أدمغتهم الفاسدة أن كل من عظم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه فهو عابد له، فهم منتكهون حرمته صلى الله عليه وسلم تطبيقا لما أسسه لهم شيخهم ابن عبد الوهاب في قوله: (محمد صلى الله تعالى عليه وسلم (طارش) أي أدى الرسالة وذهب فلا حرمة ولا قيمة له، نعوذ بالله من زلقات اللسان وفساد الجنان.
ولذلك كره الصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم وتأذى من سماعها ونهى عنها
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»