لم يعرفوا من السنة سوى قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: (السيد الله)، وجهلوا جهلا مكعبا قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)، وقوله:
(أنا سيد الناس يوم القيامة)، وقوله: (إن ابني هذا سيد)، وقوله: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، وقوله: (هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) يعني أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، وقوله: (قوموا لسيدكم)، وقوله: (من سيدكم يا بني سلمة)، وإقراره صلى الله تعالى عليه وسلم للأعرابي في قوله:
يا سيد الرسل وديان العرب * أشكو إليك ذربة من الذرب وقول الفاروق رضي الله تعالى عنه (أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا).
وجهلوا أيضا قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: (سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت الخ..)، وجهلوا قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: (سيد الأيام يوم الجمعة فيه خلق آدم الحديث)، وقوله: (سيد الشهور شهر رمضان وأعظمها حرمة ذو الحجة).
ترجيح المحققين من العلماء سلوك الأدب على امتثال الأمر وترجيح كثير من العلماء المحققين سلوك الأدب على امتثال الأمر أخذا من قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في الصحيح: (ما منعك يا أبا بكر أن تثبت إذ أمرتك؟)، فقال رضي الله عنه ما كان لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، يعرفه كل من له إلمام بالعلم. ومعلوم لدى كل لبيب أنه صلى الله تعالى عليه وسلم سيد المتواضعين فلا يعقل أن يقول لأمته سودني، ولا حجة في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: (قولوا اللهم صل على محمد) على منع تسويده صلى الله تعالى عليه