تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٤٤
إليه وهو نص في الباب وممن ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله بالإسناد الذي سنذكره وذكره الحافظ أبو محمد عبد الغني المقدسي رحمه الله في الكمال في ترجمة بلال فقال ولم يؤذن لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى إلا مرة واحدة في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم طلب إليه الصحابة ذلك فأذن ولم يتم الأذان وقيل إنه أذن لأبي بكر الصديق رضي الله عنه في خلافته وممن ذكر ذلك أيضا الحافظ أبو الحجاج المزي أبقاه الله وها أنا أذكر إسناد ابن عساكر في ذلك * أنبأنا عبد المؤمن بن خلف وعلي بن محمد بن هارون وغيرهما قالوا أنبأنا القاضي أبو نصر بن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي إذنا أنبأنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله بن عساكر الدمشقي قراءة عليه وأنا أسمع قال أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن قال أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد أنبأنا أبو الحسن محمد بن الفيض الغساني بدمشق قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء حدثني أبي محمد بن سليمان عن أبيه سليمان بن بلال عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال لما دخل (1) عمر بن الخطاب رضي الله عنه من فتح بيت المقدس فصار إلى الجابية سأل بلال أن يقره بالشام ففعل ذلك قال وأخي أبو رويحة الذي آخى بيني وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل دار يافي خولان فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقال لهم قد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله وفقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما ثم إن بلالا رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني يا بلال فانتبه حزينا وجلا خائفا فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما فجعل يضمهما ويقبلهما فقالا له نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»