تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٥٥
من الحج استحب له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه * وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن إدريس السامري في كتاب المستوعب باب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا قدم مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم استحب له أن يغتسل لدخولها ثم يأتي مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام ويقدم رجله اليمنى في الدخول ثم يأتي حائط القبر فيقف ناحية ويجعل القبر تلقاء وجهه والقبلة خلف ظهره والمنبر عن يساره وذكر كيفية السلام والدعاء إلى آخره ومنه اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك عليه السلام " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك " الآية وإني قد أتيت نبيك مستغفرا فأسئلك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم وذكر دعاء طويلا ثم قال وإذا أراد الخروج عاد إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فودع * وانظر هذا المصنف من الحنابلة الذين الخصم متمذهب بمذهبهم كيف نص على التوجه بالنبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أبو منصور الكرماني من الحنفية قال إن كان أحد أوصاك بتبليغ السلام تقول السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان يستشفع بك إلى ربك بالرحمة والمغفرة فاشفع له وسنعقد لذلك بابا في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى * وقال نجم الدين بن حمدان الحنبلي في الرعاية الكبرى ويسن لمن فرغ نسكه زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما وله ذلك بعد فراغ حجه وإن شاء قبل فراغه وقد عقد ابن الجوزي في كتابه المسمى (مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن) بابا في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه حديث ابن عمر وحديث أنس رضي الله عنهم * وقال الشيخ موفق الدين بن قدامة المقدسي في كتابه المغني وهو من أعظم كتب الحنابلة التي يعتمدون عليها (فصل يستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم) وذكر حديث ابن عمر من طريق الدارقطني ومن طريق سعيد بن منصور عن حفص وحديث أبي هريرة
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»