تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٤٣
فهو مرجو فينبغي الحرص عليه والتعرض لإسماعه صلى الله عليه وسلم وذلك بالحضور عند قبره والقرب منه وسنذكر في الأحاديث والآثار والأدلة ما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم يسمع من يسلم عليه عند قبره ويرد عليه عالما بحضوره عنده وكفى بهذا فضلا حقيقا أن ينفق فيه ملك الدنيا حتى يتوصل إليه من أقطار الأرض وسنفرد با بالحياة الأنبياء عليهم السلام بعد تمام المقصود من إقامة الدلائل على الزيارة وبإثبات الحياة تتأكد الزيارة ولكني رأيت ذكره بعد لئلا يجادل فيه جدل متطرق به إلى المجادلة في الزيارة وعن سليمان بن سحيم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك ويسلمون عليك أتعلم سلامهم قال نعم وأرد عليهم * وعن إبراهيم بن بشار قال حججت في بعض السنين فجئت المدينة فتقدمت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فسمعت من داخل الحجرة وعليك السلام * فإن قيل ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم إلا رد الله علي روحي قلت فيه جوابان أحدهما ذكره الحافظ أبو بكر البيهقي أن المعنى إلا وقد رد الله علي روحي يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما مات ودفن رد الله عليه روحه لأجل سلام من يسلم عليه واستمرت في جسده صلى الله عليه وسلم * والثاني يحتمل أن يكون ردا معنويا وأن يكون روحه الشريفة مشتغلة بشهود الحضرة الإلهية والملأ الأعلى من هذا العالم فإذا سلم عليه أقبلت روحه الشريفة على هذا العالم فيدرك سلام من يسلم عليه ويرد عليه (الباب الثالث فيما ورد في السفر إلى زيارته صلى الله عليه وسلم صريحا وبيان أن ذلك لم يزل قديما وحديثا) وممن روى ذلك عنه من الصحابة بلال بن أبي رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر من الشام إلى المدينة لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم روينا ذلك بإسناد جيد
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»