تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٤١
الله عليه وسلم مرسلا قال أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة فإنها تعرض علي * وروى الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق ابن السني في كتاب عمل يوم وليلة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة * وأنبأنا عبد المؤمن وآخرون أنبأنا ابن الشيرازي أنبأنا ابن عساكر أنبأنا أبو الحسين أنبأنا جدي أبو بكر البيهقي أنبأنا علي بن أحمد الكاتب حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا الحسين بن سعيد حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا حماد بن سلمة عن برد بن سنان عن مكحول الشامي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا علي من الصلاة في كل يوم جمعة فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة * وهذا إسناد جيد وعن حصين بن عبد الرحمن عن يزيد الرقاشي قال إن ملكا موكل كل يوم الجمعة بمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن فلانا من أمتك صلى عليك * وعن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم قال بشر أمتك من صلى عليك صلاة واحدة كتب الله له بها عشر حسنات وكفر عنه بها عشر سيئات ورفع له بها عشر درجات ورد الله عليه مثل قوله وعرضت علي يوم القيامة رواه ابن عساكر ولا تنافي بين هذه الأحاديث فقد يكون العرض عليه مرات وقت الصلاة ويوم الجمعة ويوم القيامة وحديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود مصرحان بأنه يبلغه سلام كل من سلم عليه وهما صحيحان إن شاء الله وحديث أوس بن أوس وما في معناه يدل على أن الموت غير مانع من ذلك وكان مقصودنا بجمع هذه الأحاديث بيان العرض على النبي صلى الله عليه وسلم وأن المراد به التبليغ من الملائكة له صلى الله عليه وسلم كما تضمنه حديث أبي هريرة وحديث ابن مسعود وهذا في حق الغائب بلا إشكال وأما في حق الحاضر عند القبر فهل يكون كذلك أو يسمعه صلى الله عليه وسلم بغير واسطة ورد في
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»