تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٣٧
فرق في ذلك بين الغائب عنه والحاضر عنده صلى الله عليه وسلم وهذا النوع هو الذي قيل باختصاصه بالنبي صلى الله عليه وسلم عن الأمة حتى لا يسلم على غيره من الأمة لا تبعا له كما لا يصلي على غيره من الأمة إلا تبعا له * النوع الثاني ما يقصد به التحية كسلام الزائر إذا وصل إلى حضرته الشريفة عليه صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته وهذا غير مختص بل هو عام لجميع المسلمين ولهذا كان عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما يأتي إلى القبر ويقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه وورد عنه بلفظ الخطاب وبلفظ الغيبة * إذا عرف هذان النوعان فالنوع الثاني لا شك في استدعائه الرد وأن النبي صلى الله عليه وسلم يرد على المسلم عليه كما اقتضاه الحديث سواء أوصل بنفسه إلى القبر أم أرسل رسولا كما كان عمر بن عبد العزيز يرسل البريد من الشام إلى المدينة ليسلم له على النبي صلى الله عليه وسلم ففي هذين القسمين من هذا النوع يحصل الرد من النبي صلى الله عليه وسلم كما هو عادة الناس في السلام وأما النوع الأول فالله أعلم فإن ثبت الرد فيه أيضا وحبذا لتشملنا بركة ذلك كلما سلمنا فلا شك أن الحاضر عند القبر له مزية القرب والخضاب وإن كان الرد مختصا بالنوع الثاني حرم من لم يزر هذه الفضيلة لا حرم الله مؤمنا خيرا وقد روى صلى الله عليه وسلم أنه قال أتاني ملك فقال يا محمد إن ربك يقول أما يرضيك أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم عليك إلا سلمت عليه عشرا * رواه القاضي إسماعيل والظاهر أن هذا في السلام بالنوع الأول وقد ورد تفسير هذا الحديث عن الإمام الجليل أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري بما يوافق النوع الثاني أخبرنا بذلك سليمان بن حمزة قاضي القضاة الحنبلي بالشام بقراءتي عليه بسفح جبل قاسيون أخبرنا جعفر الهمداني أخبرنا السلفي أخبرنا الشراح أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن محمد الشراحي قدم علينا قال سمعت
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»