تنوير الحلك - جلال الدين السيوطي - الصفحة ٣
العلوي والسفلى عديدة فلا ينكر هذا مع التصديق بذلك انتهى كلام ابن أبي جمرة وقوله إن ذلك عام وليس بخاص بمن فيه الأهلية والاتباع لسنته صلى الله تعالى عليه وسلم مراده وقوع الرؤية الموعود بها في اليقظة على الرؤية في المنام ولو مرة واحدة تحقيقا لو عده الشريف الذي لا يخلف وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبل الموت عند الاحتضار فلا تخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده وأما غيرهم فتحصل لهم الرؤية في طول حياتهم إما كثيرا وإما قليلا بحسب اجتهادهم ومحافظتهم على السنة والاخلال بالسنة مانع كبير وأخرج مسلم في صحيحه عن مطرق قال قال لي عمران بن حصين قد كان يسلم على حتى اكتويت فترك ثم تركت الكي فعاد وأخرج مسلم من وجه آخر عن مطرف قال بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه فقال إني محدثك فإن عشت فأكتم عني وإن مت فحدث بها إن شئت إنه قد سلم قال النووي في شرح مسلم معنى الحديث الأول أن عمران بن حصين رضي الله عنه كانت به بواسير فكان يصبر على المها وكانت الملائكة تسلم عليه واكتوى فانقطع سلامهم ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه قال وقوله في الحديث الثاني فإن عشت فاكتم عني أراد به الإخبار بالسلام عليه لأنه كره أن يشاع عنه ذلك في حياته لما فيه من التعرض للفتنة بخلاف ما بعد الموت وقال القرطبي في شرح مسلم يعني أن الملائكة كانت تسلم عليه إكراما له واحتراما إلى إن اكتوى فتركت السلام عليه ففيه إثبات كرامات الأولياء وأخرج الحاكم في المستدرك وصححه من طريق مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال اعلم يا مطرق أنه كان يسلم على الملائكة عند رأسي وعند البيت وعند باب الحجرة فلما اكتويت ذهب ذاك قال فلما برء كلمه قال اعلم يا مطرف أنه عاد إلي الذي اكتم على حتى أموت فانظر كيف حجب عمران عن سماع تسليم الملائكة لكونه اكتوى مع شدة الضرورة إلى ذلك
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»