الدلاصى أخبرني أنه لم تصح له صلاة في عمره إلا صلاة واحدة قال وذلك أني كنت بالمسجد الحرام في صلاة الصبح فلما أحرم الإمام وأحرمت أخذتني آخذة فرأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يصلي إماما وخلفه العشرة فصليت معهم وكان ذلك في سنة ثلث وسبعين وستمائة فقرأ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في الركعة الأولى سورة المدثر وفي الثانية عم يتساءلون فلما سلم دعا بهذا الدعاء اللهم اجعلنا هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين لا طمعا في برك ولا رغبة فيما عندك لأن لك المنة علينا بإيجادنا قبل أن لم نكن فلك الحمد على ذلك لا إله إلا أنت فلما فرغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سلم الإمام فعقلت تسليمه فسلمت وقال الشيخ صفي الدين في رسالته قال لي الشيخ أبو العباس الحرار دخلت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فوجدته يكتب مناشير للأولياء بالولاية وكتب لأخي محمد منهم منشورا قال وكان أخو الشيخ كبيرا في الولاية كان على وجهه نور لا يخفي على أحد أنه ولي فسألنا الشيخ عن ذلك فقال نفخ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في وجهه فأثرت النفخة هذا النور قال الشيخ صفي الدين ورأيت الشيخ الكبير أبا عبد الله القرطبي أجل أصحاب الشيخ القرشي وكان أكثر إقامته بالمدينة النبوية وكان له بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وصلة وأجوبة ويرد سلام وحمل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رسالة للملك الكامل وتوجه بها إلى مصر وأداها وعاد إلى المدينة قال وممن رأيت بمصر الشيخ أبو العباس القسطلاني أخص أصحاب الشيخ القرشي زاهدا مصر في وقته وكان أكثر أوقاته في آخر عمره بمكة فقال إنه دخل مرة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أخذ الله بيدك يا أحمد وقال اليافعي في روض الرياحين أخبر في بعضهم أنه يرى حول الكعبة الملائكة والأنبياء والأولياء وأكثر ما يراهم ليلة الجمعة وكذلك ليلة الاثنين
(١٠)