والحقيقة أن الجميع أشرف ومن آل البيت، ويقولون في ذلك: " ابن أخت القوم منهم ".
ويستدلون في ذلك بالآيات الكريمة من سورة الأنعام التي تتحدث عن ذرية إبراهيم عليه السلام: " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين " (الأنعام / 84 - 85).
هل هناك فرق بين السيد والشريف:
بعد هذا العرض السابق لمعنى الشريف والسيد في اللغة، ولما يصطلح عليه بعض الناس من تخصيص بعضهم بلقب الشريف وآخرين بلقب السيد.. أقول:
إن الفرق اللغوي يجعل اللقبين متداخلين، حتى لو قلنا بعموم لقب السيد وخصوص لقب الشريف كما أسلفنا.
لأن الجميع ينتسب إلى رسول الله وصلى الله عليه وسلم، وهو السيد ولد آدم ولا فخر، وهو إمام الأمة وقائدها وهاديها إلى صراط الله المستقيم.
وكل ذريته صلى الله عليه وسلم ورث عنه هذا الشريف، وتلك السيادة ولا يبلغ ملك بعضهم في فترة ما بعده إن يتفوق على شرف الانتساب إليه صلى الله عليه وسلم والذي يتساوى فيه من حكم منهم ومن لم يحكم، لأن الشرف هنا شرف النبوة، وهو لا يقاس به أبدا شرف الحكم والملك. وواضح هنا أن هذا الشرف مرهون بتحقيق الإيمان، لأنه لا شرف مع الكفر، ولا سيادة إلا بالإيمان وطاعة الله ورسله، لأن شرف النبوة في حقيقته شرف إيمان وجهاد وليس مجرد آباء وأجداد، ولقد نفى الله عن نوح عليه السلام ولده الكافر وأخرجه من أهله، فقال: " يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح " (هود 8: 46).
وإذا كان الكفر ينفي التوارث في المال، فمن باب أولى ينفي