عز وجل. قال ابن عباس رضي الله عنهما " إن الله عز وجل ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كان لم يبلغها بعمله، لتقربها عينه "، ولا غرابة فلأجل عين ألف عين تكرم، ما دام هذا التكريم محض كرم إلهي، لا يعطل حدا ولا يضيع لأحد حقا.
بل إن الله تعالى رغبنا في سلوك طريق الفضل قال تعالى: ﴿وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم﴾ (١) قال أهل البنان: في الآية إطناب لأن تعفوا وحدها، أو تصفحوا وحدها، أو تغفروا وحدها كانت تكفي، ولكن الله تعالى كرر هذه الأفعال ترغيبا لنا في الفضل وحثا لنا عليه مع أي أحد، كائنا من كان أصله أو نسبه.
وقال تعالى: ﴿وأن تعفوا أقرب للتقوى، ولا تنسوا الفضل بينكم﴾ (٢) وهذه وإن نزلت في حق طائفة من المطلقات إلا أن العبرة - كما يقول الأصوليون - بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب.
وقال تعالى: ﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾ (٣).
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة.
فإذا كان الله تعالى يرغب في العفو عن المسئ، كائنا من كان فما بلك بآل البيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ قرابته صلى الله عليه وسلم، وعشيرته وعترته؟ ولو كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مجرد رسول لم يقم إلا بالدور الذي يطلب من أي رسول أن يؤديه لكان من الواجب علينا أن نكرم كل من ارتبط به سواء من ناحية النسب الجسمي أو من ناحية النسب الروحي، وذلك لما عانى، وما لقي، وما تحمل، من أجل تبليغ الرسالة إلينا، ولكن الرسول صلوات الله وسلامه عليه، لم يقتصر على أداء الرسالة وحدها، وإنما كان - كما يقول الله عز وجل - ﴿عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ (4) ويقول: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) - (5)