شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١١١
المذموم فان الله تعالى قال * (وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا) * فاطر فنبه سبحانه وتعالى في آخر الآية على دليل انتفاء العجز وهو كمال العلم والقدرة فان العجز انما ينشأ إما من الضعف عن القيام بما يريده الفاعل واما من عدم علمه به والله تعالى لا يعزب عنه مثقال ذرة وهو على كل شئ قدير وقد علم ببدائه العقول والفطر كمال قدرته وعلمه فانتفى العجز لما بينه وبين القدرة من التضاد ولان العاجز لا يصلح أن يكون الها تعالى الله عن ذكر ذلك علوا كبيرا قوله ولا اله غيره ش هذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلهم كما تقدم ذكره واثبات التوحيد بهذه الكلمة باعتبار النفي والاثبات المقتضي للحصر فان الاثبات المجرد قد يتطرق اليه الاحتمال ولهذا والله أعلم لما قال تعالى * (وإلهكم إله واحد) * البقرة قال بعده * (لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) * البقرة فإنه قد يخطر ببال أحد خاطر شيطاني هب ان الهنا واحد فلغيرنا اله غيره فقال تعالى * (لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) * وقد اعترض صاحب المنتخب على النحويين في تقدير الخبر في * (لا إله إلا هو) * فقالوا تقديره لا اله في الوجود الا الله فقال يكون ذلك نفيا لوجود الاله ومعلوم أن نفي الماهية أقوى في التوحيد الصرف من نفي الوجود فكان إجراء الكلام على ظاهره والاعراض عن هذا الاضمار أولى
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»