شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز الحنفي - الصفحة ١١٣
مريم ولا يقال ليس قوله غيره كقوله الا الله لان غير تعرب باعراب الاسم الواقع بعد الا فيكون التقدير للخبر فيهما واحدا فلهذا ذكرت هذا الاشكال وجوابه هنا قوله قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء ش قال الله تعالى * (هو الأول والآخر) * الحديد وقال صلى الله عليه وسلم اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ وأنت الاخر فليس بعدك شئ فقول الشيخ قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء هو معنى اسمه الأول والاخر والعلم بثبوت هذين الوصفين مستقر في الفطر فان الموجودات لا بد أن تنتهي إلى واجب الوجود لذاته قطعا للتسلسل فإنا نشاهد حدوث الحيوان والنبات والمعادن وحوادث الجو كالسحاب والمطر وغير ذلك وهذه الحوادث وغيرها ليست ممتنعة فان الممتنع لا يوجد ولا واجبة الوجود بنفسها فان واجب الوجود بنفسه لا يقبل العدم وهذه كانت معدومة ثم وجدت فعدمها ينفي وجودها ووجودها ينفي امتناعها وما كان قابلا للوجود والعدم لم يكن وجوده بنفسه كما قال تعالى * (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) * الطور يقول سبحانه أحدثوا من غير محدث أم هم أحدثوا أنفسهم ومعلوم أن الشيء المحدث لا يوجد نفسه فالممكن الذي ليس له من نفسه وجود ولا عدم لا يكون موجودا بنفسه بل إن حصل ما يوجده والا كان معدوما وكل ما أمكن وجوده بدلا عن عدمه وعدمه بدلا عن وجوده فليس له من نفسه وجود ولا عدم لازم له
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»